مجموعة من خدام الأحمدية من منطقة شليسفيغ هولشتاين الألمانية يتشرفون بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية
"أدوا صلواتكم بتركيز وكونوا عبادًا شاكرين لله تعالى، وستشهدون بعد ذلك نعمًا أكثر." - حضرة ميرزا مسرور أحمد
في 26/10/2025، التقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، وفدًا من أعضاء مجلس خدام الأحمدية من منطقة شليسفيغ هولشتاين، أقصى شمال ألمانيا، وذلك في إسلام أباد في المملكة المتحدة.
خلال اللقاء، أتيحت للحضور أيضًا فرصة طلب توجيهات الخليفة ومشورته في عدد من المسائل.
أشار أحد الخدام إلى شعار مجلس خدام الأحمدية في ألمانيا لهذا العام، وهو "الصلاة ركن من أركان الإسلام"، وسأل حضرة الخليفة كيف يُمكن للمرء، في ضوء هذا الموضوع، أن يُنمّي ويغرس حبًا حقيقيًا للصلاة في القلب؟
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"يقول الله تعالى إنه رب العالمين ورزاق كل شيء... إذا أعطاك أحدٌ شيئًا، أو تحدث إليك، أو نفعك بشيء، فأنت تشكره. وهكذا، يقول الله تعالى إنه خلق هذا العالم؛ ووفر لك القوت وأنت في بطن أمك لتولد طفلًا سليمًا. ثم غذّاك والداك وقاما برعايتك. وعندما كبرت، أُتيحت لك فرصة طلب العلم - كساك والداك ومكناك من الدراسة. في الحقيقة، الله تعالى هو الذي رزقك كل شيء. هو الذي علم الناس كل شيء، لذا يجب على المرء أن يشكره... ويقول الله تعالى إن أفضل سبيل لشكره هو الصلاة".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"أدّوا صلواتكم الخمس، واسألوا الله تعالى، واشكروه. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ ويقول الله تعالى إنه ليس بحاجة إلى شكرنا أو عبادتنا، بل إن شكرنا إياه يزيدنا إنعامًا. لذا، مع وضع ذلك في الاعتبار، أدُّوا صلواتكم وركِّزوا في الصلاة حتى تصبحوا عبادًا شاكرين لله تعالى، وستشهدون نعمه أكثر."
وذكر أحد الحاضرين أنه بعد الزواج، قد تضعف علاقة المرء بإخوته، وقد يؤدي أحيانًا إلى الخلافات. وطلب من حضرته التوجيه بشأن كيفية الحفاظ على المودة والألفة بين أفراد الأسرة بعد الزواج.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن الله تعالى يأمرنا بأداء حقوق الجميع. ويأمرنا بالحفاظ على حقوق الوالدين والإخوة والزوجة التي هي ابنة أحدهم. في خطاباتي في الجلسات السنوية، جمعتُ قائمةً بالحقوق الواجبة للآخرين وتحدثتُ عنها على مدار عامين أو ثلاثة، ولا تزال هناك حقوقٌ أخرى (لم أناقشها بعد). إذا عزم المرء على أداء حقوق الجميع، فلن تنشأ الخلافات. علاوةً على ذلك، من المهم أن ندعو الله تعالى أن يغرس في قلوبنا حبًا لا ينطفئ - حبًا يُمكّننا من أداء حقوق إخوتنا."
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلاً:
"على إخوانكم وأخواتكم أن يدركوا أنكم متزوجون الآن، وأنكم تُجرون تعديلات على حياتكم بعد الزواج. كذلك، قبل الزواج، على زوجاتكم أن يدركن أن عليهن التكيف مع أسرهن الجديدة. عليكم أنتم أيضًا أن تُدركوا كيفية أداء حقوق زوجاتكم وسائر أفراد أسركم. تصرّفوا بحكمة، واضبطوا عواطفكم، واجتهدوا في التحلّي بالأخلاق الحميدة، واذكروا كل ذلك في دعواتكم، فإن الله سيُنزِل عليكم بركاته."
بعد ذلك، ذكر أحد الحاضرين أن بعض العلماء يعتقدون أن الحدث الكوني "الانسحاق العظيم" قد يُؤدي إلى نهاية الكون، وسأل الخليفة عن رأي الإسلام في هذه النظرية؟
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
في سورة الأنبياء، ورد ذكر الانفجار العظيم. يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهَُ﴾، فسيطوي الله كل شيء ليدخلها الثقب الأسود يوم القيامة. وفيما يتعلق بالانفجار العظيم، ذكر الله تعالى أن كل شيء كان كتلة مغلقة، ثم فتقها، فخلق الكواكب المختلفة التي نراها في الكون. وهكذا يذكر القرآن الكريم أن الانفجار العظيم لم يحدث فحسب، بل سيأتي وقت يبتلع فيه الثقب الأسود كل شيء يوم القيامة. ويقدم الإسلام شرحًا مفصلاً لهذا، ويمكن الاطلاع على ذلك في تفسير سورة الأنبياء. إن دراسة هذه الآيات تُتيح فهمًا أعمق لهذه الظواهر. يُعلّم الإسلام أن العلم انعكاسٌ لعمل الله تعالى، وأن المعرفة الدنيوية هي في نهاية المطاف معرفة الله تعالى.
وبناءً على الصلة بين العلم والدين، شارك حضرته تجربةً من زيارته لأستراليا، حيث التقى قسيسًا مسيحيًا يعتقد أن العلم لا علاقة له بالدين. وردًا على ذلك، قال له الخليفة: "العلم والدين متلازمان". وأوضح أن معرفة العلم وهبها الله تعالى للبشرية، وقدم أدلةً عمليةً عليها في العالم، بينما يرشد الدين البشر في التقدم الروحي، والذي من أجله وهب الله تعالى المعرفة أيضًا. ثم أخبر حضرته القسيس أن كل هذا مُدوّنٌ في القرآن الكريم، وشاركه المراجع ذات الصلة، وأهداه نسخةً من القرآن الكريم. وعند سماعه ذلك، علّق القسيس مُستغربًا: "إذن، قد ذكر القرآن كل هذا (المبادئ العلمية)، بينما لم يذكرها أي دين آخر".
وسأل أحد الحاضرين عمّا إذا كان من الصحيح افتراض محدودية التقدم الروحي للإنسان إذا عاد مرارًا إلى ما كان عليه، رغم سعيه وتحقيقه تقدمًا لفترة من الوقت؟
فأوضح حضرة الخليفة أنه عندما يقرأ المرء في مطلع القرآن الكريم: "اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم"، فإنه في ذلك يطلب الهداية والحماية من الوقوع في الخطأ مرارًا وتكرارًا.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عندما يصل المرء إلى مرحلة النفس المطمئنة، يتوقف عن التعثر. يجب على المرء أن يسعى جاهدًا لبلوغ هذه الحالة مرارًا وتكرارًا، متدرجًا من النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة. عندما يقصر المرء، يلوم نفسه على تقصيره في الصلاة أو تقصيره في الجهود الروحية - وهذا ما يُعرف بالنفس اللوامة. ثم يجب على المرء أن يدعو الله أن يصلحه وعليه أن يؤدي النوافل. ينبغي بذل الجهد للحذر من ملهيات الدنيا، والفتن، وضياع الاهتمام، مع الدعاء الصادق لله تعالى طلبًا للهداية. وقد تحدث المسيح الموعود (عليه السلام) عن الاستغفار. والغرض من الاستغفار هو منع الذنوب في المستقبل، وحفظ النفس من التدهور. لذا، للاستغفار أهمية بالغة، ولذلك أشدد على المواظبة عليه، كما سبق أن نصحتُ الجماعة الإسلامية الأحمدية بهذا في مناسبات عديدة".
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا تدع التعب يشغلك عن العمل، فلم يأمرك الله تعالى بذلك في أي موضع. الله تعالى كريمٌ، يقول: "مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا". لذا، إذا سعيت باستمرار للحفاظ على علاقتك بالله تعالى، فإنه سيضمن لك عدم التعثر وسيكافئك على جهودك".
وفي ختام اللقاء، أشار أحد الحاضرين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ومشاغل الدنيا في عالمنا اليوم قد تصرف الانتباه عن الإيمان، والتمس إرشاد الخليفة حول كيفية الحفاظ على صلة قوية بالله في ضوء ذلك.
فأوضح حضرته أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مفيدة إذا استُخدمت فقط للبقاء على اطلاع على شؤون العالم أو للوصول إلى معلومات قيّمة، بدلاً من الانغماس في رذائلها الكثيرة. وشدد على أهمية الاستغفار والدعاء إلى الله تعالى. كما ينبغي على المرء أن يُعزز عزمه الراسخ على تجنب الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي أو التلفاز أو غيرها من مغريات الدنيا، وخاصة في أوقات الصلاة. وذكّر حضرته بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد ذكر أن أول ما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة هو الصلاة. وبالسعي للمحافظة على الصلاة، والاستغفار، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بحكمة، يمكن للمرء أن يصون إيمانه من هذه المشتتات.
وحذر الخليفة أيضًا من أنه أثناء تصفح الإنترنت، قد يؤدي رابط إلى رابط آخر غير لائق، وحتى برامج الأطفال قد تُقاطع بسبب الإعلانات غير اللائقة، مما قد يُلوث عقول الصغار ويُسممها. ونصح بمراقبة أنشطة الأطفال على الإنترنت، لا سيما بالنظر إلى مدى التقدم الذي قد يحرزه الذكاء الاصطناعي مع نموهم، واستخدام هذه الأدوات بما يعود بالنفع على الفرد مع تجنب أضرارها المحتملة.
واختتم اللقاء بالتقاط صور جماعية، ثم وزّع حضرة الخليفة أقلامًا على الحاضرين وسلم عليهم، معلنًا انتهاء اللقاء.