إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يخطب في الاجتماع الوطني للجنة إماء الله في المملكة المتحدة

 

"لا تحتاج المرأة المسلمة الأحمدية إلى أي رجل ليمنحها حقوقًا أو مساواة، فقد أكرمها الله بنفسه بالحرية الحقيقية والعدالة والمساواة." - حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد

 

في 27/09/2025، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، خطابًا ملهمًا للإيمان في الاجتماع الوطني للجنة إماء الله في المملكة المتحدة، وهي المنظمة المساعدة للسيدات في الجماعة الإسلامية الأحمدية.

عُقد الاجتماع، الذي استمر ثلاثة أيام، في شارع هوك لين، في بوتنهام، غيلدفورد، وحضره ما يقرب من 7500 سيدة وفتاة. واستُهل بتأكيد حضرة الخليفة على أن الهدف من الاجتماع هو الارتقاء بالقدرات والمعايير الفكرية والأخلاقية والروحية للمشاركات. ثم سلط الضوء على أن تأسيس لجنة إماء الله على يد الخليفة الثاني، حضرة ميرزا ​​بشير الدين محمود أحمد (رضي الله عنه)، كان "هدية عظيمة" للنساء والفتيات الأحمديات.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"أسس الخليفة الثاني، حضرة المصلح الموعود (رضي الله عنه)، لجنةَ الإماء من أجل أن تتمكن النساء والفتيات الأحمديات من السعي باستقلالية لبناء صلة بالله وبدينهنّ، بعيدًا عن تأثير الرجال أو هيمنتهم. أُسست اللجنة لتنشئتهنّ وتوجيههنّ ليصبحن مناراتٍ للفضيلة والتميز، وليُنرن العالم بتقواهنّ ومعرفتهنّ وإمكاناتهنّ اللامحدودة."

 

وأشار حضرة الخليفة إلى أن التوجهات الحديثة غالبًا ما تُصوّر الرجال أنفسهم كـ"نسويين" يدّعون "منح" المرأة حقوقها. ومع ذلك، حذّر من أن هذه التصريحات غالبًا ما تكون "مجرد لفتات جوفاء أو مواقف عصرية" وليست "التزامًا صادقًا بتمكين المرأة". كما أشار حضرة الخليفة إلى أن مصالح خاصة خفية غالبًا ما تكمن وراء الدعوة إلى حقوق المرأة وحرياتها، وأن هذه الحركات غالبًا ما تكون مدفوعة بدوافع أنانية، لا بتعاطف حقيقي.

وفي مقارنة مع تعاليم الإسلام، أكد الخليفة أن المرأة المسلمة الأحمدية تستطيع أن تعلن بفخر أن حقوقها وحريتها قد أرساها الإسلام قبل أكثر من 1400 عام.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

 "للنساء الأحمديات أن يفخرن بإعلانهن للعالم أن الإسلام قد كفل حقوقهن وحرياتهن قبل أكثر من 1400 عام. ولا يحتجن إلى رجل ليمنحهن حقوقًا أو مساواة، فقد كرمهن الله بالحرية والعدل والمساواة الحقيقية. كما للنساء الأحمديات أن يفخرن بأنهن لا يحتجن إلى الحقوق والحريات التي حددها أهل الدنيا أو رجال هذا العصر، بل إنهن يطمحن ويطالبن بتلك الحريات والحقوق التي حددها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم".

وأكد الخليفة أن الله تعالى قد منح المرأة حقوقًا لا تُحصى، وأمر بعدم انتهاك كرامتها، وأكد أن أي رجل يحرم امرأة من حقوقها الواجبة مذنبٌ في نظر الله. بعد ذلك، أكد الخليفة على أن الحقوق مضمونة، إلا أنها مصحوبة بواجبات يجب على المرأة السعي لتحقيقها، مؤكدًا أن الإسلام يتمسك تمامًا بمبدأ أن مع الحقوق تأتي الواجبات.

ثم لفت انتباه الحاضرات إلى الصفات الأساسية المطلوبة من المرأة المسلمة المؤمنة، موضحًا أن الإيمان الحقيقي لا يتحقق إلا بالعمل الجاد بأوامر الله. وأشار إلى أن الجميع سيُجازون بالتساوي على أعمالهم الصالحة دون تمييز، فكل شخص سيحصد ما يزرع.

واستشهد الخليفة بالآية 36 من سورة الأحزاب من القرآن الكريم التي تحدد الصفات الأساسية للمسلم الحقيقي، والتي تقول:

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾

 

وأوضح الخليفة أن الأعمال الصالحة مُشرّعة للجنسين لنيل مرتبة المؤمن. وبيّن أيضًا أن النساء المسلمات الأحمديات، باتباع هذه الأوامر، لن يُصلحن أنفسهن فحسب، بل سيُنجبن أيضًا آباءً وأزواجًا وإخوةً وأبناءً صالحين، وبذلك يصبحن من يُطهرن المجتمع ويُحررنه من الصراعات والاضطرابات التي تعصف به اليوم.

 

وفي معرض حديثه عن القيم الأخلاقية التي ينبغي على المؤمن السعي إلى تجسيدها، نصح الخليفة المؤمنين الحقيقيين ألا يعتبروا الدنيا غايتهم القصوى؛ بل عليهم أن يتطلعوا إلى الحياة الأبدية في الآخرة. وأشار إلى أن بعض النساء يُشاركن قلقهن من عدم رؤية نتائج فورية لأعمالهن الصالحة ودعواتهن، فيردّ على ذلك قائلاً: "بعض الثواب يتطلب الصبر ويُمنح في وقته المُقدّر، إما في الدنيا أو في الآخرة".

وأكد الخليفة أنه "مهما واجه المؤمن من محن، فلا ينبغي أن يضعف إيمانه بالله، ولا أن يضمر في نفسه شيئًا ضد الله". وذكر أن الله تعالى هو "رب العالمين"، وقد أنعم علينا بنعم لا تُحصى منذ خلقنا. ولذلك، قال: "إذا تذكرنا هذه النعم، فلن نميل إلى الشكوى أو الشعور بالظلم".

ثم أكد الخليفة على ضرورة تقوية الإيمان، وأن من الضروري أن تُداوم كل امرأة مسلمة أحمدية على تلاوة القرآن الكريم، وأن تسعى لفهم معانيه، وأن تعيش وفق هدايته. وتوسع الخليفة في الحديث عن تقوية الإيمان، مستشهدًا بالآية 187 من سورة البقرة، حيث يأمر الله تعالى المؤمنين "فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي". وأوضح أن السبيل الأساس لتحقيق ذلك هو الدراسة المتعمقة للقرآن الكريم، وتدبر وصاياه التي تزيد عن 700 وصية، والسعي الصادق للعمل بها.

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

"إن أوفيتن بعهودكن وأخلصتنّ إيمانكن في سبيل الله، فستُفتح عليكن أبواب السماء، وستمطر عليكن بركاته تعالى. لطالما ذكرتُ في خطب الجمعة وغيرها من الخطب كيف أن النساء الأحمديات في الطليعة في إثبات إيمانهن وتقديم التضحيات الجسيمة. وقد رويت قصصًا عديدة عن نساء يعشن غالبًا في ظروف نائية وصعبة، وهن يُقدمن، بفضل إيمانهن الراسخ، تضحيات مالية جسيمة. وفي المقابل، يُكافئهن الله دائمًا بأشكالٍ عديدة. لذا، إذا عزمتن على الاستعداد لكل تضحية ممكنة، فتأكدن أن الله لن يترككن أبدًا خاليات الوفاض، بل سيُغدق عليكن ثوابه بكثرة."

ثم ذكّر الخليفة لجنة إماء الله بدورها في تعزيز التطور الأخلاقي والروحي للنساء والفتيات الأحمديات.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"تذكرن أن لجنة إماء الله أُسست من أجل الارتقاء الأخلاقي والروحي للنساء والفتيات الأحمديات، ليدركن أن لديهن هوية وقيمة حقيقية في الجماعة الإسلامية الأحمدية. وللحفاظ على شرف وكرامة اللجنة والجماعة الإسلامية الأحمدية، عليكن التمسك بهذه الهوية والسعي لتعزيز جمالها وتميزها".

وخلال كلمته، حثّ حضرة الخليفة جميع النساء والفتيات على المشاركة في برامج اللجنة للتأهيل الأخلاقي والروحي بروح الطاعة، إذ تجد المشاركات فيها تحسّنًا في مستوياتهن. كما ذكّر الأمهات بمسؤوليتهن الكبيرة تجاه أطفالهن وأجيالهن القادمة. وأضاف حضرة الخليفة أنه بإصلاح أنفسهن واتباع أوامر الله تعالى، يتضاعف أجرهن.

بعد ذلك، تحدث الخليفة عن صفة الصدق، مذكرًا الحاضرات بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه إن على المرء "أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وأوضح ذلك قائلًا: "إذا رغبتن في أن تستجاب دعواتكن، وبالتحلي بأسمى الأخلاق، فاحرصن على نشر هذه الصفات بين أبنائكن وإخوتكن، وفي المجتمع أجمع".

وأكد حضرة الخليفة بعد ذلك أن المرأة التي تدرك واجبها بالتمسك بأهداب الصدق فإنها تشرع في جهاد روحي يطهرها من كافة أشكال الشرك ويعطي مثالا قويا لأبنائها.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"الباطل هو المفتاح الخبيث الذي يفتح أبواب الشقاق والفرقة، ويهدم أسس البيت والمجتمع على حد سواء. وبينما ينشأ الجيل القادم من الأحمديين في أحضانكن، من الضروري أن تكن قدوة في الصدق دائمًا".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"إذا كان الوالدان متدينين، يخشيان الله، ويتبعان تعاليم الإسلام، فسيتعلم أطفالهما منهما بطبيعة الحال. يقضي الأطفال الصغار، وخاصةً في سنواتهم الأولى، وقتًا أطول مع أمهاتهم من أي شخص آخر. يتبنون ما يرونه في أمهاتهم ويعتبرونه صوابًا. لذلك، تقع على عاتق الأمهات الأحمديات مسؤولية كبيرة في تخليص المجتمع من الشرك وإرساء الحق والتقوى... إذا استخدمت الأمهات الأحمديات نفوذهن لغرس الحق في أطفالهن، فسيؤسسن مجتمعًا قائمًا على الصدق".

ثم تأمل الخليفة في فضيلة الصبر، مشيرًا إلى أنه على الرغم من صعوبته، فإن "الصبر على الشدائد يؤدي إلى فضل الله وثوابه". وأكد على أهمية الصبر في المنزل، إذ إن قلة الصبر قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل البسيطة لتتحول إلى خلافات حادة وانقسامات.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"بالصبر والدعاء، اسعين لحل أي مشاكل تنشأ وديًا، وقوين روابطكن العائلية. هذه نقطة أؤكد عليها دائمًا للنساء الأحمديات اللواتي يطلبن نصيحتي... فالنساء المؤمنات، سواء كنّ أمهات أو بنات أو أخوات أو حموات، اللواتي يتحلين بالصبر ويعملن بتعاليم الله، سيخلقن جوًا من السلام والوئام والمحبة في منازلهن. تذكرن أن المنزل الآمن هو حجر الزاوية في مجتمع آمن، ولذلك، إذا زرعتمن السلام في منازلكن، فسوف ينعكس ذلك على المجتمع الأوسع، وعلى الجماعة الإسلامية الأحمدية."

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

 "يمر العالم اليوم بحالة حرجة بسبب ترسيخ الأنانية. يُعطي كلٌّ منا الأولوية لحقوقه، وغالبًا ما يفتقر إلى الرغبة في الصبر أو التنازل من أجل الصالح العام. هذه المواقف تُسبب بطبيعة الحال الخلافات والمظالم. لذا، إذا أردنا أن نجعل مجتمعنا الأحمدي صالحًا وتقيًا، فيجب على كلٍّ من الرجال والنساء التحلي بصفة الصبر. الصبر ليس ضعفًا، كما يوحي به العالم الحديث، بل هو فضيلة عظيمة ودليل على القوة والشجاعة والحكمة الحقيقية."

وسلّط ​​حضرة الخليفة الضوء على إحدى العواقب الوخيمة لوسائل التواصل الاجتماعي، ألا وهي التعرض لـ"المؤثرين" المؤذيين. وأشار إلى أن من يُسمّون "الخبراء" غالبًا ما يُضلّلون المشاهدين، ويحثّون النساء على توكيل محامٍ أو رفع دعوى طلاق في قضايا بسيطة قابلة للحل. وهذا التسرّع في تفكيك الأسر لا يضرّ بالنساء المعنيات فحسب، بل قد يُعرّض مستقبل أطفالهن للخطر أيضًا. وكرّر حضرة الخليفة التأكيد على "وجوب الصبر والدعاء" بين المؤمنين والمؤمنات، والسعي للحفاظ على وحدة أسرهم.

 

كما أكد على أهمية الصبر، مسلطًا الضوء على كيف أن هذه الصفة تدعم الانسجام داخل المنزل والمجتمع الأوسع.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

 "كثيرًا ما يقود الذنب إلى ذنب آخر، ويتفاقم حتى يُزعزع استقرار المجتمع بأسره. ولذلك، فإن ما أمرنا الله به من الصبر ليس أمرًا هينًا أو تافهًا، بل هو أساسٌ لسلام ورفاهية جميع طبقات المجتمع، من المنزل إلى العلاقات الدولية".

وبالانتقال إلى موضوع التواضع، تحدث حضرة الخليفة عن دوره في تعزيز الفهم، وتخفيف الصراعات، وتوجيه الأجيال القادمة.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"من الفضائل التي خص الله بها المرأة المؤمنة الخشوع. الخشوع هو مفتاح الاحترام المتبادل. وبصفتكِ امرأة أحمدية، إذا تواضعتِ وغرستِ التواضع في أطفالكِ، فستُنشئين أجيالًا قادرة على قيادة العالم نحو السلام والازدهار. وبهذه الطريقة، ستلعبين دورًا أساسيًا في إنقاذ العالم من الدمار."

وسلّط ​​الخليفة الضوء على بركات التضحية المالية في سبيل الله. وأشاد بالنساء الأحمديات اللواتي قدّمن تضحيات جسام لبناء المساجد ومساعدة المحتاجين. كما ذكر فضل صيام شهر رمضان، الذي يُفضي إلى فضائل أخرى كثيرة، منها زيادة الميل إلى الترفع عن الغرور والتواضع.

 

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"إن كل عمل صالح يطلبه الله من الإنسان ليس من أجل منفعته الشخصية فحسب، بل له أيضًا منفعة جماعية على المجتمع".

وتناول حضرة الخليفة أمرَ العفّة والحياء، موضحًا أن الحياء لا يقتصر على اللباس، بل يشمل أيضًا العينين والأذنين واللسان، وكل ما قد يؤدي إلى الفحش أو الانحلال.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"فيما يتعلق بالمظهر، يُعلّم الإسلام المرأة ارتداء ملابس محتشمة لحمايتها من نظرات الرجال غير المرغوب فيها، ولحماية المجتمع من الأفكار أو الأفعال غير النقية. وبناءً على ذلك، يُعدّ الحجاب وسيلةً لحماية المرأة من التحرشات غير المرغوب فيها، وحفظًا لشرفها وكرامتها. وبينما كان مفهوم الاحتشام موجودًا في جميع الأديان الرئيسة، فقد انتشر اليوم الفحش والابتذال باسم "الحرية". في مثل هذا العصر، يُعدّ ثبات النساء والفتيات الأحمديات على إيمانهن ومواصلتهن إظهار هذه التعاليم الدينية مصدر فخرٍ للجماعة الإسلامية الأحمدية".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

"لطالما تحدثتُ عن أن الإسلام كان أول دين أرسى حقوقًا حقيقية للمرأة. على سبيل المثال، لطالما شجع الإسلام تعليم الفتيات، وكان أول من منح المرأة حق الميراث والطلاق. ولا يمنع الله المرأة من العمل ولا يفرض عليها البقاء حبيسة منزلها".

 

وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع، أكد الخليفة أن الله تعالى يأمر المرأة المسلمة بارتداء الحجاب والحفاظ على درجة من الابتعاد عن الرجل لمنع حدوث أي موقف غير لائق.

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

"لذا، ينبغي على كل امرأة أحمدية أن تلتزم بالحياء في جميع الأوقات دون خجل أو خوف. لا شك أن حياء المرأة الأحمدية وكرامتها مصدر فخر وتميز عن بقية العالم. إن الالتزام بالحجاب والحياء ليس قيدًا، بل وسيلة لرفع مكانتكن. إنه لا يسلب حريتكن، بل يُزيّنها بالجمال والرقي. إذا كنتِ فخورة بدينك، فسيحترمك الآخرون. لذا، لا تقعي فريسة لأي عقدة أو شعور بالحرج."

وفي ختام كلمته، حثّ الخليفة الحاضرات على ذكر الله دائمًا وأداء حقوق عبادته. وأكد للنساء أن تعاليم الإسلام متوافقة تمامًا مع الفطرة البشرية، وأن الله لا يُحمّل أحدًا فوق طاقته.

ثم تطرق الخليفة إلى مثال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، اللواتي، على الرغم من قلة تعليمهن، استمعن وتعلمن وتبنين تعاليمه دون تردد، فأصبحن نجومًا لامعة في صدر الإسلام. وذكر أنه الآن، في عهد المسيح الموعود عليه السلام، يجب على أتباعه أيضًا إحداث ثورة روحية في أنفسهم. واختتم الخليفة كلمته بالتذكير بالتضحيات الهائلة التي قدمتها النساء الأحمديات على مر تاريخ الجماعة. وقدم مثالًا النساء في بوركينا فاسو اللواتي أظهرن قبل بضع سنوات شجاعة وإيمانًا مذهلين حتى بعد أن شهدن استشهاد أزواجهن وآبائهن أمام أعينهن. لقد زال كل خوف أو قلق شعرن به حيث سرعان ما نزعه الله من قلوبهن. وبدلاً من ذلك، تحلين بشجاعةٍ متجددة.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

 "لقد رفعت هؤلاء النساء الإفريقيات المعيار عاليًا، وينبغي أن يكون إيمانهن قدوة حسنة لكن جميعًا. لذا، عليكن جميعًا، بإيمانٍ وشجاعة، أن تكن مستعدات لتقديم كل التضحيات اللازمة، وأن تضعن إيمانكن فوق كل اعتبار، وأن تعملن، دون تردد، وفقًا لأوامر الله، لإشعال ثورة روحية في العالم".

 

وفي الختام، ذكّر الخليفة عضوات لجنة إماء الله بواجبهن في إيصال الرسالة السلمية للجماعة الإسلامية الأحمدية.

واختتم حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد خطابه قائلاً:

"من السهل الحديث عن إحداث ثورة روحية، لكن في الواقع، لا تولد الثورات من فراغ أو من راحة أو كلام. بل تُصنع بالتضحية - بالتخلي عن الأنا والمصالح الشخصية والتوجهات وجميع الرغبات - من أجل غاية أسمى. بعد غرس هذه الروح في نفوسكن، ربّين أبناءكن، حتى ينتقل إرث التضحية الحقيقية في سبيل الله بسلاسة من جيل إلى جيل."

ثم أمّ الخليفة الحاضرات في الدعاء الصامت. 

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يخطب في الاجتماع الوطني للجنة إماء الله في المملكة المتحدة
مجموعة ثانية من الشباب المسلمين الأحمديين من المنطقة الشرقية للولايات المتحدة تتشرف بلقاء حضرة الخليفة ميرزا ​​مسرور أحمد
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي الخطاب الختامي للاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد يدعو إلى خدمة دين الله دون انتظار الجزاء تأسيًا بالنبيّ الكريم (صلى الله عليه وسلم)
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، يرشد الشباب المسلمين الأمريكيين من منطقة الغرب الأوسط
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يُسلّط الضوء على شخصية النبي (صلى الله عليه وسلم) الرحيمة خلال خطبة الجمعة
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي الخطاب الختامي للاجتماع الوطني لمجلس خدام الأحمدية في المملكة المتحدة
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يقدم توجيهاته لمعلمي الجامعة الأحمدية في ألمانيا
اختتام جلسة ألمانيا السنوية 2025 بخطاب ملهم للإيمان أكثر من 46 ألف شخص من جميع أنحاء العالم حضروا الأيام الثلاثة للجلسة السنوية في منديج
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.