حضرة ميرزا مسرور أحمد يدعو إلى خدمة دين الله دون انتظار الجزاء تأسيًا بالنبيّ الكريم (صلى الله عليه وسلم)
"عند بلوغ سن معينة، تنشأ في أفراد الجماعة فكرة أن لدينا خبرة كبيرة وقمنا بأعمال كثيرة، فيجب أن نُعطى مكافأة عليها، ولكننا لا نُعطاها. فليفكر مثل هؤلاء الناس: هل يهدفون إلى المكافأة الدنيوية فقط أم يريدون أن يرثوا نعم الله تعالى؟"- حضرة ميرزا مسرور أحمد
يوم الجمعة 26/09/2025، واصل حضرة ميرزا مسرور أحمد، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، سرد أحداث غزوة الطائف.
أوضح حضرته أن النبي صلى الله عليه وسلم وزّع بعد انتهاء المعركة جميع أموال الغنائم على زعماء قريش وزعماء القبائل العربية. وقد تم ذلك عملاً بالمبدأ القرآني القائل بإكرام حديثي العهد بالإسلام أو ضعاف الإيمان، حتى تميل قلوبهم نحو الحق.
يُظهر هذا التوزيع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يطمح إلى غنى الدنيا أو غنائم الحرب؛ بل كان يُعطي كل شيء للآخرين.
وأشار الخليفة إلى أن بعضًا من شباب الأنصار اشتكوا من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُعطي غنائم الحرب لزعماء قريش.
وأوضح حضرته أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم بمثل هذه التصريحات من بعض شباب الأنصار، جمع الأنصار جميعًا. وبدلًا من توبيخهم، أظهر صلى الله عليه وسلم أسمى معاني القيادة، وذكّرهم بلطف بالنعم العظيمة والمكانة الروحية التي أنعم الله بها عليهم.
واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال إن الأنصار هم من وقفوا إلى جانبه حين رفضه الآخرون، وهم من ساندوه حين هُجّر، وهم من آواه حين طُرد من دياره. وهكذا، ذكّر النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بأن ثوابهم عند الله تعالى، وأن ما ينالونه من نعم روحية أعظم وأبقى من أي نعيم دنيوي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا ترضون أن يرجع الناس بالغنم والبعير وترجعون برسول الله إلى رِحالِكم؟ والله، للذي ترجعون به خير مما يرجعون به". وقدم حضرة الخليفة النصيحة لأبناء الجماعة بناءًا على هذا الدرس من سيرة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)، موضحًا أنه كما ذكّر النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار بألا يبتغوا في تضحياتهم جزاءً ماديًا، بل رضا الله وحده، ينبغي على أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية أيضًا أن يخدموا الإسلام دون انتظار أي جزاء دنيوي، ساعين فقط إلى قرب الله ورضاه، حيث قال:
"عند بلوغ سن معينة، تنشأ في أفراد الجماعة أيضًا فكرة أن لدينا خبرة كبيرة وقمنا بأعمال كثيرة، فيجب أن نُعطى مكافأة عليها، ولكننا لا نُعطاها. فليفكر مثل هؤلاء الناس: هل يهدفون إلى المكافأة الدنيوية فقط أم يريدون أن يرثوا نعم الله تعالى؟
سيبدأ اليوم اجتماع مجلس أنصار الله في بريطانيا. وأقول لأعضاء المجلس بهذا الشأن أن في هذا العمر تخطر ببال الإنسان مثل هذه الأفكار بعد أن يكسب خبرة كافية. فإذا نشأت في قلب أحد فكرة كهذه بخصوص خبرته وخدمته، فلينـزعها من ذهنه وليسعَ لنيل رضا الله تعالى."