"يجب أن نفكر في كيفية تحسين مستوى الطلاب - ليس فقط مستواهم الأكاديمي، بل حالتهم الروحية والأخلاقية - ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا تحسنت حالتنا الروحية." - حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد

في 14/09/2025، التقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، مدرسي الجامعة الأحمدية في ألمانيا.

تتواجد الجامعة الأحمدية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة وكندا وغانا وبنغلاديش والهند وباكستان، وهي مسؤولة عن تدريب الدعاة المستقبليين للجماعة الإسلامية الأحمدية.

في بداية اللقاء، عرّف كل معلم بنفسه وبالمواد التي يُدرّسها في الجامعة. فأكد حضرة الخليفة أن من أهم واجبات المعلم الدعاء لطلابه باستمرار من أجل تقدمهم ونجاحهم. كما أكد على أهمية اعتماد أساليب التدريس الحديثة.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"هنا [في الغرب]، اعتاد الناس على أساليب تدريس معينة. علينا ابتكار أساليب تدريس مبتكرة. يجب تعليم الطلاب بتفصيل حتى يفهموا فهمًا حقيقيًا... يمكنكم أيضًا دعوة خبراء خارجيين ذوي معرفة في مجالات مختلفة. ولكن عليكم أيضًا ضمان ألا يميل الطلاب إلى الدنيوية من خلال الاستماع إليهم."

وفي حديثه مع المعلمين، ذكّرهم الخليفة بمسؤوليتهم، قائلاً إنهم قد أوكلت إليهم مهمة رعاية "الجواهر" المستقبلية التي ستواصل خدمة الجماعة الإسلامية الأحمدية

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"إن مهمتكم هي إعداد دعاة الجماعة المُستقبليين. فينبغي أن يصبح الطالب الذي يقضي سبع سنوات في الجامعة جوهرةً مصقولةً، حتى لا تُثار عليه أي شكاوى عند دخوله ميدان الخدمة".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"لقد أُسندت إليكم مسؤولية إرشاد الشباب القادرين على خدمة الجماعة لاحقًا كدعاة نافعين... لذلك، عليكم استكشاف مسارات جديدة وإيجاد طرق جديدة لتطوير أنفسكم وتطوير طلابكم أيضًا".

ولفت حضرته انتباه المعلمين أيضًا إلى أهمية إصلاح النفس، مشيرًا إلى أنه من خلال أسوتهم الشخصية يمكنهم رعاية التطور الأكاديمي والروحي لطلابهم على أفضل وجه.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"علينا أن نفكر في كيفية تحسين مستوى الطلاب - ليس فقط مستواهم الأكاديمي، بل حالتهم الروحية والأخلاقية - ولن يتحقق ذلك إلا بتحسين حالتنا الروحية.... أقول للحاضرين هنا، وللجامعات الأخرى أيضًا: اسعوا إلى بلوغ هذا المستوى، لأن أمامنا العديد من التحديات."

وقال حضرته أيضًا:

 "إذا أردتم إحداث ثورة روحية وأخلاقية في العالم، فعليكم أولاً أن تُولّدوا شغفًا عميقًا في نفوس طلابكم؛ ثم ستُولّدون الشغف في نفوسهم... تُقضى سبع سنوات في الجامعة؛ فيجب أن تُعلّموا الطلاب فيها مهاراتٍ تُمكّنهم، أينما ذهبوا وأيًا كان موقع خدمتهم - من أداء واجباتهم على أكمل وجه. لقد أُلقيت على عاتقكم هذه المسؤولية الجليلة."

كما أوصى حضرة الخليفة أعضاء هيئة التدريس بمواصلة الدراسة، وأن يخصص كل واحد منهم عدة ساعات يوميًا للقراءة والبحث.

وفي هذا الصدد، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

 "راجعوا يومكم كاملاً... ست ساعات تكفي للنوم، وثلاث ساعات تكفي للأكل والتواصل الأسري. إذا خصصتم ساعتين إضافيتين، يتبقى لكم ثلاث عشرة ساعة - يجب استغلالها على النحو الأمثل.... يجب غرس هذا الروتين [الجاد] في نفوس طلابنا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا كنتم أنتم قدوة لهم."

وخلال اللقاء، سأل أحد الحاضرين حضرة الخليفة عما إذا كان وضع المسلمين الأحمديين في باكستان سيتحسن.

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

 "كل أمر يبلغ ذروته، ثم يتراجع. وسيحدث الشيء نفسه في باكستان [من حيث الاضطهاد]. متى سيحدث ذلك؟ الله أعلم. في الوقت الحاضر، وضعُ [المسلمين الأحمديين] في باكستان ليس بسوء وضع الفلسطينيين. في الواقع، وبفضل الله، بدأ يظهر بعض التحسن، فهناك بعض الأشخاص وبعض المسؤولين الذين تلين قلوبهم. بالطبع، حركة لبيك تحرض ضدنا، لكن هذا أيضًا سيبلغ ذروته ثم يتراجع. يجب أن تظلوا متفائلين. استمروا في الدعاء، ويجب على المسلمين الأحمديين الباكستانيين بشكل خاص رفع مستوى أدعيتهم - وعندها فقط سيأتي التغيير."

وفي ختام اللقاء، طلب أحد المعلمين من حضرته الدعاء لهم بالتوفيق في أداء واجباتهم بما يتوافق مع التوقعات التي حددها. فردّ حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

"إلى جانب الدعاء، لا بدّ من بذل الجهد. يأتي بعض الناس ويقولون: "ادعُ الله أن يحدث كذا". فأجيبهم بسؤالهم كم مرة يصلون في اليوم؟ يتضح من إجاباتهم أحيانًا أن صلواتهم ناقصة، فكيف تُفيدهم أدعيتي؟ عليكم أولًا أن تبذلوا جهدكم. قال النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه: "أعينوني بأدعيتكم".