عدد من خدام الأحمدية من منطقة شمال شرق الولايات المتحدة الأمريكية يتشرفون بلقاء حضرة الخليفة ميرزا ​​مسرور أحمد

"لقد ذكر النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن للقرآن معانٍ وتفسيرات كثيرة، ولذلك علينا دراسة القرآن الكريم، لأنه مع مرور الوقت، تظهر معانٍ جديدة." - حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد

في 06/09/2025، التقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، مجموعة من الشباب المسلمين الأحمديين من المنطقة الشمالية الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية.

عُقد اللقاء في إسلام أباد في تيلفورد. وخلاله، أُتيحت لجميع الخدام فرصة تقديم أنفسهم وطرح الأسئلة حول مجموعة من القضايا المعاصرة والدينية.

وخلال اللقاء، سأل أحد الحاضرين عن كيفية الحفاظ على الاحترام تجاه الوالدين، خاصة إذا كانت نصائحهم لا تبدو حكيمة في بعض الأحيان.

ردّاً على ذلك، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"يقول الله تعالى في القرآن الكريم إن عليك أن تعامل والديك باحترام دائمًا وأن تطيعهما في كل أمر إلا ما خالف الله تعالى أو أوامره ودينك.. دين الإسلام الحق، فعندها لا تتبعهماـ خلاف ذلك عليك احترامهما ومعاملتهما بلطف، وسيُباركك الله تعالى نتيجة لذلك.

ثم أضاف حضرته قائلًا:

"أحيانًا تظن أن نصائحهم غير حكيمة... وتظن أنك أكثر علمًا وحكمة من والديك. حتى لو كنت تظن أنك أكثر حكمة منهما، فعليك طاعتهما واحترامهما... إلا إذا أمرَاك بما يخالف تعاليم الإسلام أو القرآن أو الله تعالى، فقل: لا، لن أقبل هذا... لا تكن قاسيًا معهما أبدًا".

وسأل أحد الخدام عن إمكانية استنباط المسلمين الأحمديين لمعانٍ جديدة من القرآن الكريم في ضوء الاكتشافات العلمية. وفي هذا الصدد، قال حضرته:

"نعم، يمكنك ذلك بالتأكيد. إذا تعارض أي معنى جديد مع التفسير السائد - وهو ما لا يحدث عادةً - فعليك أن تكتب إلى خليفة الوقت، قائلاً: "هذا فهمي. هل هو صحيح؟" وإذا تمت الموافقة عليه، فيمكنك مشاركته".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

"كان الدكتور عبد السلام يقول إن هناك مئات الآيات في القرآن الكريم المتعلقة بالعلم. وقد قدم تفسيراته الخاصة... لذا يمكنك فعل ذلك بالتأكيد، ولكن إذا أردت نشره، فعليك طلب موافقة خليفة الوقت. وقد ذكر النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن للقرآن الكريم معانٍ وتفاسير عديدة، ولذلك علينا دراسة القرآن الكريم، إذ تتكشف معانٍ جديدة بمرور الزمن."

وسأل أحد الحاضرين كيف يمكن للإنسان أن يصفي قلبه حقًا بعد أن يسامح أحدهم، فأجاب الخليفة بقوله:

إذا لم تصفي قلبك، فلا جدوى من المسامحة... فالمسامحة الحقيقية يجب أن تزيد من المحبة. يقول القرآن الكريم إنه بعد المسامحة، يجب على المرء أن يُحسن لمن قام بمسامحته وقد يكون ذلك بإهدائه هدية، والحفاظ على علاقة طيبة معه، والدعاء له. ادع الله لنفسك أن يُصفي قلبك، وادع له أن يُصفي الله قلبه أيضًا.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا". لذا، يمكنك أن تقدم له هدية أيضًا، مما سيجعله يعرف أنك قد سامحته من صميم قلبك. وعندما تقدم له هدية، ستفكر أيضًا أنه بعد أن قدمت له هدية، يجب ألا يكون هناك نفاق في قلبك، لأنه من النفاق أن تسامح شخصًا مع إبقاء الحقد والانتقام في قلبك".

ثم ذكر حضرته حادثة للإمام الحسين (رضي الله عنه) نقلها المسيح الموعود (عليه السلام) أيضًا، والتي تُبيّن معيار التسامح الحقيقي في الإسلام. روى حضرته أن خادمًا سكب ماءً ساخنًا على الإمام الحسين (رضي الله عنه) دون قصد. وفي تلك اللحظة، قرأ الخادم الآية القرآنية "والكاظمين الغيظ" فقال حضرة الإمام الحسين إنه قد كظم غضبه. ثم قال الخادم إن الله يقول أيضًا "والعافين عن الناس". فقال حضرة الإمام الحسين إنه قد عفا عنه أيضًا. ثم قال الخادم إن الله تعالى يقول: "والله يحب المحسنين" فقال حضرة الإمام الحسين إنه سيحسن إليه بتحريره.

وأضاف الخليفة، وهو يذكر هذه الحادثة:

"لقد آذى الخادم سيده، ومع ذلك مُنح الحرية. هذا هو معيار المسامحة الحقيقية".

وسأل أحد الحضور الخليفة عن الاعتقاد بأن جسد الشهيد يبقى طريًا وتفوح منه رائحة عطرة. فأجاب حضرته قائلًا:

"المقصود ببساطة أن مكانة الشهداء عند الله تعالى لا تُنسى. ثانيًا، يزور أحباؤهم قبورهم ويدعون لهم، ويُلهمهم ذكرهم لإحداث تغيير في حياتهم.

يترك الشهداء درسًا في أننا ضحينا من أجل إيماننا، وأنتم أيضًا يجب أن تضحوا من أجل إيمانكم. دم الشهيد يُذكركم بهدف، وبأن عليكم ألا تنسوا هذا الهدف.

أما رائحة الشهيد العطرة فهذا تعبير مجازي عن كيف أن الأعمال الصالحة تنتشر كالعطر. ولذلك قال الله تعالى في القرآن: ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء﴾. فذكراهم خالدة، وقد منّ الله عليهم بمكانة عالية. وهذا لا يعني أنهم يخالفون سنن الطبيعة".

واختتم اللقاء بصورة جماعية مع الخليفة، كما أهدى حضرته أقلامًا لجميع الحاضرين.