إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي الخطاب الختامي للاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة

 في 29/09/2024، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، خطابًا ملهمًا للإيمان في ختام الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة، وهي المنظمة المساعدة في الجماعة الإسلامية الأحمدية الخاصة بالرجال الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا فما فوق.

وقد حضر الاجتماع بأيامه الثلاثة والذي أقيم في مزرعة أولد بارك في كينغسلي أكثر من 4000 رجل، وقد ساهم في إلهام الحاضرين لممارسة دينهم بإخلاص.

 

وخلال كلمة الخليفة، قدم حضرته تفصيلاً للعديد من الوصايا القرآنية التي يجب على أعضاء مجلس أنصار الله الالتزام بها، كما شجع أفراد أسرهم وأطفالهم على القيام بذلك.

 

 

 

"نحن نعيش في مجتمع يُروَّج فيه لكل أنواع الحرية باسم التقدم، بما في ذلك الحرية غير المبررة. فباسم الحرية، يتم تبرير الأفعال العابثة وغير المسموح بها أيضا. وفي مثل هذه الظروف، تزداد مسؤوليات "أنصار الله" أكثر من ذي قبل لأن "مجلس أنصار الله" منظمة، وأعضاؤه فئة من الجماعة الذين وصلوا إلى سن النضج، فمن هذا المنطلق تقع عليهم مسؤولية أن يكونوا قدوة لباقي أفراد الجماعة".

 

 

"لذا يجب عليهم أن يدركوا هذا الأمر ويسعوا جاهدين للعمل بالأمور نفسها التي يريدها منا سيدنا المسيح الموعود عليه السلام، والتي بايعناه من أجل تحقيقها. 

 عليهم أن يجعلوا منازلهم مكانًا تُقدم فيها هذه النماذج الطاهرة. ويجب أن يقيموا مثل هذه النماذج أمام زوجاتهم وأطفالهم لتكون قدوة لهم، وأن نقيم تلك النماذج في مجتمعنا وبيئتنا لتكون دليلاً على خير المجتمع وتحسينه. فمن هذا المنطلق تقع علينا مسؤولية كبيرة جدًا يجب أن ندركها جيدا، ومن أجلها بايعنا على يد المسيح الموعود عليه السلام". 

 

وذكر حضرته أن المسيح الموعود (عليه السلام) أعطى توجيهات شاملة في كل جوانب الحياة المختلفة، وتحدث خلال كلمته عن بعضها ليعمل بها الأنصار من أجل خلق حياة أسرية منسجمة لأن "البيت هو الوحدة الأساسية للمجتمع"، وهذا يؤثر على سلام المجتمع.

وأشار حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد إلى أهمية مسؤولية أعضاء مجلس أنصار الله وقال:

"في سن الأربعين، تنضمون إلى "أنصار الله"، وهذا العمر هو عمر النضج الكامل، وهو أيضًا العمر الذي لا يسيطر فيه الإنسان أحيانًا على مشاعره، حيث يعتقد أن عمره قد وصل إلى مرحلة يجب أن يحظى فيها باحترام وتقدير أكبر. إذا صدر من الزوجة شيء يخالف مزاجه، وهناك العديد من الحالات التي نجد فيها أن الأزواج يبدؤون في التعامل مع زوجاتهم بقسوة شديدة، أو يتعاملون مع أقارب الزوجة المقربين بطريقة تراها الزوجة غير مناسبة وتؤثر سلبًا على طبيعتها، مما يؤدي إلى خلق حالة من الاضطراب وسوء المعاملة، وبالنتيجة يقع تأثير سيء على الأطفال وتربيتهم".

وفي حديثه عن كيفية تأثير ذلك على الأطفال، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"فيؤثر سلوكه هذا في الأطفال، فينفرون من جوّ المنزل ويحاولون البحث عن الراحة خارجه. وعندما يخرجون، يجدون في الخارج أجواء تؤدي إلى نشوء السيئات فيهم. وكثير من الأطفال يفسدون لهذا السبب، لأنهم ينفرون من جو المنزل أو لا يجدون الراحة فيه. إنهم يشعرون بعدم الراحة في جو المنزل بل يواجهون الاضطراب فيه."

وفي حديثه عن الطريقة التي علّم بها المسيح الموعود (عليه السلام) المسلمين الأحمديين كيفية معاملة أفراد أسرهم وأطفالهم في ضوء تعاليم الإسلام، قال حضرته إن المسيح الموعود (عليه السلام) كان ينصح دائمًا بمعاملة الأطفال باللطف والدعاء لهم، بدلاً من توبيخهم الأطفال والقسوة عليهم.

وفي معرض تحديد الأمثلة الأخلاقية العالية التي يجب أن يتحلى بها الرجال المسلمون الأحمديون، استشهد حضرته بقول المسيح الموعود (عليه السلام) الذي قال:

 

"أحسنوا إلى المحسنين واعفوا عن المسيئين."

 

واستطرد حضرته مستشهدًا بقول المسيح الموعود (عليه السلام) في موضوع الإحسان إلى بعضنا بعضًا قائلاً:

 

"لقد قال رسول الله ﷺ: تَحابُّوا، ولْيَدْعُ بعضكم لبعض في غيابه، لأن المرء إذا دعا لأخيه في غيابه قال الملاك: ولكَ مثلُه. فما أروعَه من أمر! لأنه إذا لم يُستجب دعاء الإنسان فدعاء الملاك مجاب. فأنصحكم قائلا: يجب ألا يكون بينكم اختلاف".

 

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد في شرحه لقول المسيح الموعود (عليه السلام):

"إنما بسبب الخلافات بين المسلمين نرى في العصر الراهن ما آل إليه حالهم، حيث يهاجمهم العدو من كل جانب، ويبدو أنه غلبهم في ظاهر الأمر، مع أن الله تعالى قد وعد المؤمنين بأنه سيجعلهم غالبين، أما هنا فنجد الوضع معاكسا، وسببُ ذلك أن المسلمين ليسوا متحدين. فالهدف الذي من أجله جاء المسيح الموعود عليه السلام علينا أن نولد فينا الاتفاق والاتحاد من أجل تحقيقه ونعلِّم ذلك المجتمعَ أيضا".

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"فإذا كنا نريد أن نُعدّ من الجماعة الصالحة لسيدنا المسيح الموعود عليه السلام فلا بد من التخلي عن التباغض"

وأضاف حضرته أن أحد أهم الأسباب المؤدية إلى الخطيئة هو السعي وراء المادية والثروة.

وحذر حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد من ذلك، نقلاً عن المسيح الموعود (عليه السلام) قوله:

"لا ينبغي للإنسان أن يتلهف ويتحمس لحب المال والثراء والزوجة والأولاد بحيث يصاب بنوع من السكرة والجنون يُفقده الصواب، فيصير بينه وبين الله حجاب. ومن أجل ذلك قد عُدَّ المال والأولاد فتنةً، وإنهما أيضا تُعِدّان للإنسان نوعا من الجحيم بحيث إذا فُصل عنهما أُلقيَ في قلق واضطراب شديدين."

كما أشار حضرته إلى أهمية تلاوة القرآن الكريم يوميًا وأشار إلى قول للمسيح الموعود (عليه السلام) يقول:

"لقد تدبرت لفظ "القرآن"، فانكشف عليّ أن في هذا اللفظ المبارك نبأً عظيمًا بأن القرآن حصرا هو الكتاب الجدير بالقراءة. وسوف يأتي زمن يستحق فيه أن يقرأ هو حصرا أكثر لأن الكتب الأخرى ستُجعل شريكة له في القراءة. ففي ذلك الزمن سيكون هذا الكتاب وحده حريًّا بالقراءة من أجل الذود عن شرف الإسلام وقطعِ دابر الباطل، أما الكتب الأخرى فستكون كلها أَولى بالترك نهائيًا".

 

وفي ختام كلمته، أشار حضرة الخليفة إلى أن اتباع الأسوة التي أقامها النبي ﷺ أمر صعب جداً. يتطلب جهدًا، فلا تأخذوه باستخفاف.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"قال المسيح الموعود عليه السلام: أن يكون المرء مسلما ليس بالأمر السهل. فلا تطمئنوا ما لم تتأسوا بأسوة النبي ﷺ في الطاعة والإسلام. فإن كنتم تسمّون أنفسكم مسلمين من دون اتّباع خطوات النبي ﷺ، فليس في أيديكم إلا القشر بدون اللبّ، والعاقل لا يفرح بالاسم والقشر فحسب.

 

إذن هذا أمر مهم جدًّا، أمر مخيف جدًّا، أمر يستدعي الانتباه الشديد، يجب أن نوليه اهتمامنا. إذا شكلنا حياتنا وفقًا لهذه الأمور القليلة التي ذكرتها، فيمكننا أن نعتبر أننا قد أدينا حق بيعتنا وحق كوننا أنصار الله. نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لأداء هذا الحق".

واختتم حضرة ميرزا ​​مسرور كلمته قائلاً:

"وفقنا الله تعالى لإحداث تغيير في أحوال عائلاتنا وأطفالنا، ولنحافظ على بيئة سلمية في منازلنا ومجتمعاتنا، وفي النهاية، نكون ممن ينشرون رسالة السلام والأمان في هذا العالم، وممن يجعلون هذا العالم يؤمن بإله واحد، وممن يرفعون راية النبي محمد ﷺفي العالم، ويجلبون العالم تحت رايته. ندعو الله تعالى أن نظل دائمًا أنصارًا مثل هؤلاء. آمين".

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي الخطاب الختامي للاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطابًا ملهمًا في الاجتماع السنوي الخامس والأربعين للجنة إماء الله في المملكة المتحدة
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يختتم اجتماع مجلس خدام الأحمدية بخطاب ملهم للإيمان
اختتام الجلسة السنوية الثامنة والخمسين في المملكة المتحدة بخطاب ملهم لحضرة ميرزا مسرور أحمد
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي خطبة عيد الأضحى من إسلام أباد
الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة وألمانيا وكندا تقيم حفل تخرج مشترك
"كنّ واثقات وفخورات بمن أنتن وما تمثلنه" –إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يخاطب الواقفات ناو في اجتماعهن في لندن
"هذا هو الوقت المناسب للوفاء بالعهد المقدس" – حضرة ميرزا مسرور أحمد يلقي الخطاب الختامي لاجتماع الواقفين ناو
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.