100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان

 "اسعوا لكسب قلوب وعقول أبناء شعبكم من خلال الحب والمواساة" - حضرة ميرزا مسرور أحمد

 

في 24/02/2024، اختتم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، المؤتمر السنوي (الجلسة السنوية) للجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا.

ترأس حضرته الجلسة الختامية افتراضيًا من قاعة مسرور في إسلام أباد، تيلفورد، بينما تجمع أكثر من 39000 شخص في موقع الجلسة في حديقة أحمد في غانا.

 خلال الخطاب، أوضح حضرته الشروط العشرة للبيعة التي وضعها المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) والتي يجب أن يتبعها الإنسان ليصبح مسلمًا أحمديًا حقيقيًا.

 عندما بدأ حضرته كلمته، تحدث عن أهمية الجلسة السنوية لهذا العام، حيث تعقد بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا، وهي الفترة التي اشتهرت فيها الجماعة الإسلامية الأحمدية في كل جزء من غانا.

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد مذكرًا المسلمين الأحمديين في غانا بمسؤولياتهم:

"بينما تمضون قدمًا، يجب أن تولوا اهتمامًا كبيرًا لواجباتكم وأن تدركوا أنه حيث أن وصولكم إلى المئوية مدعاة للسعادة بالنسبة لكم، فإن هذا يضع أيضًا عبئًا ثقيلًا على عاتقكم. لا ينبغي أن يكون الأمر أنكم قد وصلتم إلى هذا الإنجاز، فتستريحوا الآن وتتكاسلوا. بل مع دخول الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا قرنها الثاني، من واجب كل مسلم أحمدي أن يسعى جاهدا لضمان استمرار تقدمها وازدهارها. ويجب أن تسعوا إلى إيصال رسالة الإسلام الحقيقي إلى كل فرد في بلدكم. اسعوا لكسب قلوب وعقول أبناء شعبكم من خلال الحب والمواساة".

وشدد حضرته على أنه من أجل دعوة الناس إلى الإسلام، يجب على المسلمين الأحمديين التأكد من أنهم في المقام الأول في اتباع تعاليمه.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"كمسلمين أحمديين، لا تنسوا أبدًا من أنتم وما تمثلونه. وتنبهوا أنكم مع سعيكم جاهدين لنشر الجماعة الإسلامية الأحمدية من خلال جهود التبليغ، فإن من يسمع رسالتكم سوف يتساءل ما الذي يميز أتباع المسيح الموعود (عليه السلام)؟ وسوف يفحصون ما إذا كنتم تكنون حبًا حقيقيًا لله عز وجل، وما إذا كنتم تظهرون أعلى الأخلاق والفضائل في كل موقف ومكان. وسوف يتساءلون عما إذا كنتم تطبقون هذه التعاليم التي تدعون الآخرين إليها. إذا كان الجواب على هذه الأسئلة هو لا، فكيف يمكنكم، بكل أمانة، أن تدعو الآخرين إلى الإسلام الحقيقي؟"

ثم تحدث حضرة الخليفة عن شروط البيعة بالتفصيل وأوضح كيف أنها بمثابة "قواعد سلوك ترشدنا وتوجهنا في كل لحظة من حياتنا".

وقال حضرته إن الالتزام بشروط البيعة وسيلة "لضمان قدرتنا على رفع الشعلة الروحية التي أعطانا إياها المسيح الموعود (عليه السلام) وإنارة طريق التقوى الحقيقي حتى يسلكه الآخرون".

وفي حديثه عن الشرط الأول الذي يقول إن على المسلمين الأحمديين تجنب جميع أشكال "الشرك"، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"إن الإيمان بوحدانية الله يتطلب منا أن نوجه كافة آمالنا وأحلامنا وتطلعاتنا إليه تعالى، مؤمنين بأنه وحده القادر على مساعدتنا وقضاء احتياجاتنا. ويتطلب منا أن نخشاه تعالى وحده. خلاصة الأمر، يقول المسيح الموعود (عليه السلام) إن الإيمان بوحدانية الله لا يمكن أن يكتمل ما لم نشكل رابطة من الولاء غير المشروط مع الله تعالى."

كما تحدث الخليفة عن أهمية تجنب فاحشة الزنا والتصرفات غير الأخلاقية.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"إنها رذيلة ضارة للغاية بالفرد والمجتمع ككل. وفي هذا الصدد، قال المسيح الموعود (عليه السلام) إنه إذا كان الإنسان غير قادر على الزواج، فعليه أن يحافظ على عفته ويكبح رغباته بوسائل أخرى. على سبيل المثال، بأن يصوم بانتظام، أو يتناول الحد الأدنى من الطعام أو يمارس عملاً بدنيًا شاقًا".

وفي تفصيل أكثر للموضوع، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"في عالم اليوم، تتطور وسائل وتقنيات جديدة باستمرار، مما يبعد الناس عن الأخلاق ويدفعهم نحو الفحش والفجور. على سبيل المثال، أثبتت وسائل الإعلام والإنترنت والتلفاز أنها بوابات للرذيلة، ووسيلة لإفساد الشباب والكبار على حد سواء. ولكي ننقذ أنفسنا من مثل هذا الانحلال الأخلاقي، من الضروري أن يقوم كل أحمدي بالمداومة على الاستغفار والركوع أمام الله طالبًا عونه ورحمته وحمايته من كل أنواع المفاسد".

ومضى الخليفة ليذكّر المسلمين الأحمديين بأهمية الأعمال المختلفة التي تزيد الروحانية بما في ذلك أداء الصلوات الخمس المفروضة مع بذل الجهد أيضًا للانتظام في أداء صلاة التهجد والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم).

واستشهد حضرته خلال الخطاب بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي يؤكد على أهمية أن يواسي المسلم إخوانه من المسلمين.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

«قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، ثم أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات وقال: «التَّقْوَى هَاهُنَا، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».

وتعليقًا على هذا التعليم، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"من المؤسف للغاية أنه على الرغم من كونهم المتلقين المباشرين لهذا التعاليم، إلا أن المسلمين وزعماءهم في العديد من البلدان الإسلامية يستهدفون بعضهم بعضًا بقسوة ويعاملون بعضهم بعضًا كأعداء - وكل ذلك باسم الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم). وغالبًا، من أجل الحفاظ على سلطتها السياسية ومصالحها الخاصة، تنخرط الحكومات الإسلامية وقادتها في أعمال وحشية وعدوانية وتتجاوز كل حدود العدالة. ومن ثم، يجب على جميع المشاركين في الجلسة السنوية أن يدعوا بصدق القلب من أجل وضع حد للقمع والظلم ولكي يسود السلام الحقيقي في العالم".

وفي حديثه عن شرط آخر للبيعة، ذكّر الخليفة المسلمين الأحمديين بضرورة "اعتبار الحفاظ على كرامة الإسلام وشرفه أكثر أهمية من حياتنا وأولادنا وشرفنا وثرواتنا".

وقال حضرته إن على المسلمين الأحمديين أيضًا التأكد من بذل كل ما في وسعهم للتخفيف من مصاعب الآخرين.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"أكرر أن على كل مسلم أحمدي أن يظهر المواساة والتعاطف الإنساني وأن يعتبر معاناة الآخرين معاناته. لقد نصحت مرارا وتكرارا جميع المسلمين الأحمديين في جميع أنحاء العالم بضرورة ذلك. ويجب على المسلمين الأحمديين الذين لديهم القدرة على القيام بذلك أن يسعوا إلى التخفيف من حدة الجوع بين أفقر أفراد المجتمع. وينبغي عليهم أن يسعوا جاهدين لتلبية احتياجات من يعيشون في فقر أو يواجهون أي شكل من أشكال المعاناة. قوموا بمواساتهم وأطعموهم واعتنوا بهم».

علاوة على ذلك، قال حضرته إنه إذا وجد أي شخص نفسه بحاجة إلى الصدقة، فعليه أيضًا أن يبذل قصارى جهده للوقوف على قدميه.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"أما من يحتاج إلى الصدقة ومساعدة الآخرين فلا ينبغي أن يستمر في أخذ الصدقات دون أن يبذل أي جهد لتحسين أحواله. بل عليه أن يعمل بجد ويسعى للوقوف على قدميه على أمل أن يصبح يومًا ما مصدرًا لمساعدة وإقاتة الآخرين الذين يعانون من المصاعب".

وقال حضرته إنه كجزء من البيعة، يتعهد كل مسلم أحمدي بإظهار الطاعة الكاملة للمسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) لوجه الله تعالى.

ومسلطًا الضوء على أهمية الطاعة والإخلاص للخلافة بعد المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام)، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"في هذا العصر، أنعم الله تعالى علينا بإقامة الخلافة الأحمدية. وبالتالي، على كل أحمدي أن يظل مخلصًا ووفيًا ومطيعًا للخلافة، ويجب عليه باستمرار أن يقوي علاقة المحبة والإخلاص مع خليفة الوقت. وهذا هو المفتاح لتقدمنا المستمر والوسيلة لنا لتشهد النجاح الدائم لجماعتنا".

وحث حضرته المسلمين الأحمديين على اغتنام فجر القرن الجديد للجماعة الإسلامية الأحمدية كفرصة ذهبية لتجديد جهودهم في إحداث التغيير الإيجابي.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"أقول لكم جميعًا: إن هذا هو الوقت المناسب للتقدم والتعهد بكل عزيمة وإصرار بأنكم ستسعون دائمًا إلى إحداث كل التغييرات الطيبة المطلوبة للوفاء بشروط العهد الذي قطعتموه مع المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام). إذا قمتم بذلك، فسوف تكونون بمشيئة الله وسيلة لتبليغ الإسلام إلى الآخرين، وسوف تستقطبون أهل بلدكم والناس في جميع أنحاء العالم تحت ظلال الإسلام الحقيقي".

وعندما اختتم حضرته كلمته، تحدث عن الإمكانات المستقبلية لأفريقيا وخاصة للمسلمين الأحمديين.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"الحقيقة الناصعة هي أن الكثير من دول العالم المتقدم أصبحت منغمسة في المادية ولم تعد لها أية صلة بالروحانية أو العدالة. وحيثما يدّعون أنهم حكام السلام والمساواة، فإنهم يرتكبون أعمالاً وحشية خطيرة ضد الإنسانية من خلال الحروب المروعة والظلم. إن حقيقة سلوكهم المخادع تجعل تصريحاتهم التي تبدو سامية مجرد تصريحات منافقة وفارغة... أدعو الله أنه بدلاً من أن يتأثر أطفالكم والأجيال القادمة ويلهموا بالغرب، أن ينظر العالم نحو غانا والدول الأفريقية كمنارات للعدل والحق والأخلاق إن شاء الله، كون بلدانكم في الطليعة في قبول الأحمدية وإحداث ثورة روحية حقيقية في العالم".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"إذا حدث هذا، فإن الأحمديين المخلصين في غانا والدول الأخرى سوف يسيرون على طريق الخلاص الروحي وسيكونون وسيلة لإنقاذ الأجيال القادمة في العالم، إن شاء الله. وسيكونون هم الذين يلعبون دورًا عظيمًا في إنقاذ العالم من الاضطرابات والحلقة الدائرة والمروعة من الفجور والصراع والإلحاد الغارق فيه".

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
أمير المؤمنين أيده الله يُهيب بالأحمديين أن يدعوا للشعب الفلسطيني المظلوم وأسرى الجماعة في اليمن
100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان
وفد من خدام الأحمدية من ولاية كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية يتشرف بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحذر من أن الحرب العالمية تلوح في الأفق
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف التصعيد في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.