تحقيق نبوءات الأيام الأخيرة: اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان

"على المسلمين أن يفرحوا بحلول فترة نشأة الإسلام الثانية"" - حضرة ميرزا مسرور أحمد

في 31/12/2023، اختتم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، الجلسة السنوية للجماعة الإسلامية الأحمدية في قاديان بالهند والعديد من البلدان الإفريقية، بخطاب ملهم للإيمان.

ترأس حضرته الجلسة الختامية من قاعة مسرور في إسلام أباد، تيلفورد. وقد تجمع أكثر من 15 ألف شخص في موقع الجلسة بقاديان من 42 دولة.

وكانت هذه الجلسة الختامية للجلسات السنوية في السنغال وتوغو وغينيا كوناكري وغينيا بيساو أيضًا.

وخلال الخطاب، قال حضرة الخليفة إن الطريقة التي تحققت بها نبوءات المسيح الموعود، مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، حضرة ميرزا غلام أحمد (عليه السلام)، دليل على صدق هذه الجماعة.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"إن انعقاد الجلسات في معظم بلاد العالم وذكر اسم المسيح الموعود عليه السلام فيها بالعزة والاحترام ورفع الهتافات باسمه، لهو تحقيق لوعد الله تعالى أنه هو المسيح والمهدي الموعود الذي جاء بحسب وعد الله تعالى ونبوءات النبي وخادما له ﷺ".

وذكر حضرته كيف أن قرية قاديان لم تكن معروفة للعالم في زمن المسيح الموعود (عليه السلام)، ولكن بسبب اسمه فقط، أصبح العالم كله الآن على علم بها، حيث قال:

"في الوقت الحالي يجلس في الجلسة ممثلون من نحو 42 بلدا بما فيها البلاد الروسية، والعربية والإفريقية، ومن إندونيسيا والجزائر، ومن قارة أوروبا وأميركا وأستراليا. فهذه هي عظمة تحقّق وعود الله تعالى"

ثم ذكر حضرة ميرزا مسرور أحمد أمثلة عن كيفية اهتداء الناس في جميع أنحاء العالم للجماعة الإسلامية الأحمدية حيث قال:

"على المسلمين أن يفرحوا بحلول فترة نشأة الإسلام الثانية ونشره وتبليغ دعوته، وإزالة الضعف. ولكن المشايخ المزعومين يحاولون بسبب منافعهم الشخصية أن يصرفوا عامة الناس عن الصراط المستقيم. ولكن سيأتي وقت حين يضطرون للقبول لأن الله تعالى قد وعد المسيحَ الموعود  أن هؤلاء الناس سيؤمنون في نهاية المطاف".

كما ذكر حضرة الخليفة العديد من النبوءات المتعلقة بالأيام الأخيرة ومجيء المسيح الموعود (عليه السلام). وإحدى هذه النبوءات تتعلق بالآية الـ 16 من سورة المزمل من القرآن الكريم، والتي تقول: "إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا".

وذكر حضرته أن هذه الآية تضمنت نبوءتين وهي أن النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) مثيل النبي موسى (عليه السلام). وكما انتصر موسى (عليه السلام) على أعدائه في حياته، فقد حقق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الانتصارات في حياته أيضًا.

أما النبوءة الثانية الواردة في الآية فتتعلق بالأيام الأخيرة. ونقل حضرة ميرزا مسرور أحمد عن المسيح الموعود (عليه السلام) قوله:

"أما المماثلة من حيث الزمن الأخير فهي أن الله تعالى بعث في نهاية زمن الملة الموسوية نبيا كان يعارض الجهاد العدواني، ولم تربطه بالحروب الدينية علاقة، بل كان يعلِّم العفو والصفح. وجاء في وقتٍ كانت فيه حالة بني إسرائيل الأخلاقية قد فسدت إلى حد كبير، وانحرفوا بشدة في تصرفاتهم وسلوكياتهم، وتلاشت مملكتهم، فكانوا يعيشون تحت إمرة السلطنة الرومانية. وقد بُعث ذلك النبي بعد موسى  بأربعة عشر قرنا بالتحديد، وانتهت عليه سلسلة النبوة الإسرائيلية؛ إذ كان هو اللبنة الأخيرة لها. كذلك بعثني الله تعالى بصبغة المسيح ابن مريم وصفاته في الزمن الأخير لعهد النبي ﷺ وألغى الجهاد القتالي في زمني، كما أُخبِر من قبل أن الجهاد القتالي سيُلغَى في زمن المسيح الموعود، وأعطاني تعليم العفو والصفح. وقد جئتُ حين كانت حالة معظم المسلمين الداخلية قد فسدت مثل اليهود، وتلاشت الروحانية ولم تبق فيهم إلا العادات واتّباع التقاليد. وقد أشير إلى هذه الأمور في القرآن الكريم من قبل."

ومتحدثًا عن قوله تعالى "وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ"، قال حضرته إن هذا يخبرنا عن الوقت الذي تكثر فيه وسائل طباعة الكتب ونشرها. وهذه إشارة إلى كثرة المطابع ودُور البريد في الزمن الأخير، ثم ذكر قوله تعالى "وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ"، وفيما يتعلق بهذه النبوءة، نقل حضرة ميرزا مسرور أحمد عن المسيح الموعود (عليه السلام) قوله:

"إن فيها إشارة إلى العلاقات المتبادلة بين الأمم والبلاد. والمراد أن علاقات بني آدم تتقوى وتكثر في الزمن الأخير نتيجة إنشاء الطرق ونظام البريد والبرقيات، ويلتقي قوم مع قوم وتنشأ علاقات متبادلة ومعاهدات تجارية بين دول نائية، وتتقوى صلات الصداقة بينها"

وفي إشارة إلى التقدم الذي شهدته العقود القليلة الماضية، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"التلفاز والإنترنت وما شابههما دليل على تحقق هذه النبوءة، كذلك إن اجتماع الناس في قاديان اليوم دليل على ذلك. وإن دعوة الإسلام التي وصلت بواسطة المسيح الموعود  وعن طريق التبليغ إلى كل بلد في العالم لهي دليل آخر على ذلك"

ومتحدثًا عن صدق المسيح الموعود عليه السلام، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"الذين جاؤوا إلى قاديان من العالم كله ويجلسون في مكان الجلسة اليوم والأحمديون في العالم كله الذين يشاهدون هذه الجلسة ويستمعون إلى الخطاب، ألا يشكلون دليلا على تأييدات الله؟ فهل ينال المدعي كذبا هذه الشهرة بحيث تُرفع الهتافات باسمه في العالم كله؟ ومنذ أكثر من 130 سنة بل قد مضى إلى الآن 134 سنة، فقد طلع كلُّ يوم في هذه المدة مبشِّرًا بتقدم الجماعة الأحمدية، فاعقلوا قليلا يا معارضي الأحمدية".   

وذكر حضرة الخليفة أنه لا تزال هناك علامات لا حصر لها تتحقق وأن الكثير من الناس يهتدون إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، مضيفًا أن المسلمين الأحمديين يرتقون روحيًا بتحقيق هذه الآيات.

بعد ذلك، روى حضرته حوادث أظهرت نعم الله تعالى على المسلمين الأحمديين ونصره لهم في جميع أنحاء العالم. وشدد على ضرورة أن يفرح المسلمون لأن هذا هو عصر النشأة الثانية للإسلام.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"أنتم الحضور في هذه الجلسة في قاديان اليوم، وكذلك أولئك الذين يشاركون في هذه الجلسة في مختلف البلاد، كلكم تصديق عَملي بأن حضرة مرزا غلام أحمد عليه السلام هو المسيح الموعود والمهدي المعهود يقينا، الذي جاء وفقًا لنبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي حالفته التأييدات الإلهية دوما وستظل حليفة له إلى الأبد إن شاء الله".

وفي نهاية خطابه، ذكّر الخليفة المسلمين الأحمديين بالدعاء من أجل الفلسطينيين والمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أجل المسلمين الأحمديين في باكستان، الأسرى في سبيل الله. كما حث على الدعاء من أجل وضع حد للظلم في العالم.

ثم دعا حضرته ليكون العام الجديد مباركًا وقال:

"ادعوا الله تعالى خاصةً لتكون السنة الجديدة مباركة من كل النواحي، وأن يرحم الله الأمة الإسلامية أيضا، ويزيد الجماعة الأحمدية رقيا وازدهارا في السنوات القادمة باستمرار".