اختتام الجلسة السنوية في ألمانيا لعام 2022 بخطاب ملهم لأمير المؤمنين أيده الله

 

اختتام الجلسة السنوية في ألمانيا لعام 2022 بخطاب ملهم للإيمان

خليفة المسيح الخامس يسلط الضوء على حالة العالم المحفوفة بالمخاطر اليوم قبل أن يذكر المبادئ الإسلامية لإقامة السلام الدائم

في 21/08/2022، اختتم إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، المؤتمر السنوي السادس والأربعين (الجلسة السنوية) للجماعة الإسلامية الأحمدية بألمانيا بخطاب ملهم للإيمان.

ترأس حضرته الجلسة الختامية افتراضيًا من قاعة مسرور في إسلام أباد في تيلفورد، بينما حضر أكثر من 19700 شخص الجلسة التي استمرت 3 أيام في كارلسروه، في ألمانيا. واستمع من لم يتمكن من المشاركة بسبب قيود كورونا في كل من ألمانيا وغيرها مباشرة إلى الخطاب الختامي الذي ألقاه حضرة الخليفة.

وخلال خطابه أوضح حضرته المبادئ الأساسية للسلام التي يحتاجها العالم بشدة لتجنب حرب عالمية أخرى. وقال إن تعاليم الإسلام المتعلقة بالسلام هي الحل الوحيد للقضايا التي تواجه العالم اليوم.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد في بداية خطابه:

" كانت أوروبا والدول الغربية والدول المتقدمة تجلس مطمئنة سابقًا زاعمة أن المناطق والبلدان المتعرضة لحالة الحروب، وأوضاع الفساد والتدمير، تبعد عنا آلاف الأميال، أما نحن فبمعزل عنها. فإذا كانت الأوضاع سيئة والقنابل تتساقط، والناس يموتون، والنساء يصبحن أرامل، والأطفال يصبحون أيتامًا، والناس يصيرون مشلولين ومعاقين، فإن كل ذلك يحدث في آسيا وفي الشرق الأوسط وفي البلدان الفقيرة، الأمر الذي لا يهمنا شيئًا. إن هذه البلاد المتطورة تصدّر أسلحتها إلى تلك البلدان ويهمها فقط أن يستمرّ بيع أسلحتها، فإذا مات الناس في تلك البلدان فليموتوا لأن ذلك لا يهمهم. ولكن نسي هؤلاء أنهم أيضا قد يتعرضون للظروف نفسها، إذ إن عقولهم قد اختلت في نشوة تطورهم وأعينهم قد عميت، ويرى العالم الآن أنه قد حدث ما يلوح خطره، أي حدثت أوضاع الحرب في أوروبا أيضا فإن روسيا ودول الناتو تقف وجهًا لوجهٍ الآن بسبب أزمة أوكرانيا.".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"الله أعلم من الذي سينتصر في النهاية، وما مقدار الخسائر التي ستلحق بالجانبين، لكن من المؤكد أن عواقبها ستكون خطيرة للغاية، وإذا لم يتم استخدام العقل الآن أيضا فإن عاقبتها ستكون مدمّرة ومخيفة.

ثم نرى أن قضية تايوان أيضا قد أُثيرت الآن، مما يوضح أن العالم كله الآن على وشك حرب رهيبة.".

وذكر حضرته اقتباسًا من كلام المسيح الموعود (عليه السلام) قال فيه:

"فيا أهل أوروبا! لستم في مأمن، ويا سكان آسيا لستم أيضا في أمان، ويا سكان الجُزُر، لن يقدر إلهٌ باطلٌ على إسعافكم. إنني أرى المدن تتهدم وأجد العمران خرابا".

قال الخليفة إنه بعد المسيح الموعود (عليه السلام)، حذر الخلفاء جميعهم من هذا الأمر، كما حذر حضرته مرارًا وتكرارًا من غيوم الحرب المظلمة التي تجتاح العالم بشكل متزايد. وقال إنه لفترة طويلة اعتبر الكثيرون هذه التحذيرات جوفاء لكن نفس هؤلاء الأشخاص يتوصلون اليوم إلى نفس الاستنتاجات. وأضاف أن المفكرين وخبراء السياسة الخارجية يدركون الآن أخيرًا الخطر الذي يواجههم، لكنهم لا يملكون حلولًا حقيقية.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"إنهم لا يملكون الحل الأمثل للسلام الدائم. وأنى يكون لديهم ذلك في حين أنهم معرضون عن مصدر الأمن والسلام، فإنهم منغمسون في الدنيا ونسوا الدين. فلا تريد هذه الحكومات غير المسلمة -ولسوء الحظ المسلمة أيضا- أن تأتي حيث يكمن حل السلام العالمي.".

وذكر حضرته أن المحللين أكدوا أن الدمار الناتج عن الحرب النووية بين روسيا والولايات المتحدة سيكون مدمرًا للغاية بحيث أنه في غضون عامين، سيتم القضاء على ثلثي سكان العالم.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"ويقول المحللون في بعض الأماكن الآن أن الدمار الذي سيلحق العالم نتيجة هذه الحروب يكون فظيعًا لدرجة أنه يُقدَّر أن يُقضى على ستة وستين بالمائة من سكان العالم جراء استخدام الأسلحة النووية أثناء الحرب، وفي العامين التاليين بسبب آثارها. فسيحصل دمار لا يسع أحد تصوره، ولا يقدر الإنسان العادي حتى التفكير فيه، فإنها ظروف مخيفة للغاية! وإذا كان هناك بارقة أمل أو ضمان للأمن والسلام في هذه الأوضاع فهي شخصية واحدة فحسب، وهو من أرسله الله تعالى بتعليم الأمن والسلام، الذي هو ملك السلام، والذي هو أحب إلى الله تعالى من جميع الناس، والذي نزلت عليه شريعة الله الكاملة، والذي تعليمه هو تعليم الحب والوداد".

وحول رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشديدة في أن يعيش الناس معًا في سلام وأمن، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"لقد بخع ﷺ نفسه من أجل علاقته مع الله تعالى وحرصًا منه على نشر التعاليم -التي أنزلت عليه- في العالم، وكان همّه هو إنقاذ العالم من الدمار، والشعور بألم شديد تجاهه. وقد بلغت حالته هذه حدًّا بحيث دعا الله تعالى تضرعًا وبكاءً من شدة الكرب، فخاطبه الله تعالى بقوله: ]لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ[ (الشعراء: 4) فهذه هي الشخصية التي كانت تكن ألـمًا وحرقةً من أجل البشرية ليرجع الناس إلى خالقهم وينجوا من الدمار المحقق، وينقذوا بذلك دنياهم وأخراهم أيضا. لقد أعطى r تعليمًا جامعًا وشاملا بحيث لا يمكن لأي تعليم آخر أن يوازيه، وقد قدّم للأمن والسلام ضمانًا أعطاه الله تعالى."

 واستمر حضرته في حديثه عن أنه من الظلم المطلق الادعاء بأن المسلمين الأحمديين لا يحبون الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"يقال عن الجماعة الأحمدية أنهم -والعياذ بالله- يسيئون إلى النبي ﷺ ويهتكون عرضه ويعلِّمون ذلك، ولكن الحق أن الذين يعملون بتعليم النبي ﷺ ويحبونه حقيقةً هم الأحمديون وأدبياتُ الجماعة تشهد على ذلك. وكل عام ينضمُّ إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية آلافُ السعداء بسبب هذا التعليم وهذا الحب، وغيرنا أيضا مضطرون للإقرار بأن هذا التعليم مؤثرٌ للغاية وناشرٌ للحب والسلام لدرجة أنه هو الحل والوحيد لأمن العالم... مهما فكّر أعداؤنا أو فعلوا فإذا كنا صادقين في حبنا للنبي ﷺ فعلينا أن نتحلى بتعليم النبي ﷺ ونشره في العالم، وأن نخبر العالم أنه هو الحل الوحيد لإرساء الأمن والسلام في الدنيا، فتعالوا نرتبط بهذا الإنسان العظيم الذي جاء بهذا التعليم الآمن ونهيِّئ أسباب السلام لنا في الدنيا والآخرة.".

وفي حديثه عن بعض المبادئ الأساسية التي علمها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) لإحلال السلام، قال الخليفة إن رسول الله قد علم الناس أن يحبوا للآخرين ما يحبون لأنفسهم.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"لا بد من أن نضع في الحسبان المبدأ الذهبي الذي علَّمَناه النبي أي: أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك. فلا بد لنا من التفكير واضعين هذا المبدأ في عين الاعتبار، أي أنني إذا كنت أتمنى السلام لنفسي فقط أو لقومي أو لبلدي، فلن أنال نصْر الله وعونه ورضوانه أبدا. وإذا تمسك الإنسان بمعتقد أن عليه أن ينجز كل شيء ابتغاء مرضاة الله فعندها فقط يمكن أن يرسي دعائم السلام".

وفي مزيد من التفصيل، ذكر حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد مبادئ السلام التي علمها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وقال:

"ومن المؤكد أن الأعمال لا تصلح ما لم تتطهر النياتُ، إذا كانت النية والإرادة غير صالحة فكيف يبارَك في العمل. يجب أن تتذكروا أن من المستحيل أن تستقيم أعمالنا دون صلاح نياتنا.. وإن ما يقوله الناس بأفواههم لا يوافق أمانيهم ورغائبهم وأعمالهم. وفي فساد العالم هذا دخلٌ كبير للأقوام الكبيرة الراقية. صحيح أن الدنيا تستنكر القتال، حيث كل قائد يقول في تصريحه أن القتال سيّء، ويقصد بذلك أنه إذا قاتَل بلادَه أحدٌ فهو سيء، أما إذا قاتَل بلادُه بلدًا آخر فهو ليس سيئا. وهذا العيب فيهم لأنهم لا ينظرون إلى من هو السلام، ويهيء السلام، ويظنون أنهم سيرفعون هتافات السلام، إذا كان السلام يخصهم، أما إذا كان الأمر ضدهم فسوف يرفضونه. إذا ساعد أحدٌ عدوَّنا وقدَّم له السلاحَ فهذا مرفوض في كل حال، أما إذا قدَّمْنا السلاح لأحد حتى لو كان سيُستخدَم ظلما، فهو جائز. فإذا كان اتجاه التفكير هكذا فكيف يمكن أن يستتب السلام الحقيقي؟"

 قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد متحدثًا عن الفلسفة التي يمكن أن تؤدي إلى السلام الحقيقي:

"فالمعتقد بأن للعالم إلها يريد أن يعيش الناس كلُّهم بسلام، والعمل بموجبه حصرا سيمكِّن الإنسان من إرساء دعائم الأمن الحقيقي. فإذا آمن الناس بهذا المعتقد وعملوا به، فسوف تتطهر أمنيات الإنسان وتتنزه من الأطماع الشخصية، بل سوف تنفع العالم كله. وإذا تحقق ذلك فستكون لأفكارنا ومساعينا لإرساء الأمن معاييرُ أخرى. عندها لن نرى هل الأمر الفلاني ينفعني أم لا، بل سنفكر في تأثيره في العالم كله. أهل الدنيا يدمرون سلام الآخرين من أجل مصالحهم، أما الذين يؤمنون بأن فوقهم ذاتا عُليا فلن يتجاسروا على ذلك لعلمهم أنهم إذا فعلوا ذلك فسوف تمزقهم كل ممزق. باختصار، لا يمكن أن يتحقق السلام الحقيقي ما لم يؤمن الإنسان بإله عليٍّ فوقه. وما لم ينشأ في قلبه حبُّه.".

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد متحدثًا عن نفس الموضوع فيما يتعلق بآية من القرآن الكريم:

"عندما علّمنا الله تعالى ]الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[، في القرآن الكريم، أمرنا بقراءة هذه الجملة في كل صلاة لتنشأ في المسلمين  فكرة الأخوة على أوسع نطاق. فبترديد ]الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[، تنشأ في الأذهان فكرة أن ربوبية الله تعالى تحيط بالعالم كله".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلاً:

"وبقراءة هذه الكلمات تتسع دائرة أفكار الإنسان، وهو يحمد الله الذي هو رب العالمين، فهو ربّ المسيحيين، ورب اليهود ورب كل إنسان. كلما يقرأ الإنسان هذه الكلمات أنى له أن يكره أحدا.... إن كلمة "رب العالمين" تحيط بالجميع. وهذه الفكرة تفتح سبيلا واسعة وشاملة لنشر السلام. لقد قيل في "رب العالمين" إذا كان التوحيد الحقيقي قائما وكان حمد رب العالمين جاريا على لسان المرء، فلا يمكن أن تبقى في قلب الإنسان ضغينة تجاه أي قوم، تجاه المسيحيين أو الهندوس أو اليهود. وإذا كان الأمر كذلك لا يمكن لأحد أن يتمنى الدمار لتلك الأقوام، ومن جانب آخر يدّعي كونه موحدا حقيقيا ويحمل راية الأمن والسلام الحقيقي؟".

وفي ختام خطابه، ذكّر حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد المسلمين الأحمديين بمسؤولياتهم الكبيرة وقال:

"هذه المهمة كلِّفت بها جماعة المسيح الموعود عليه السلام. فلو لم نلعب دورنا بهذا الشأن من مستوى بيوتنا إلى المستوى العالمي فلا ضمان لنا أن نعيش في الأمن والسلام، ولا ضمان لبقاء أجيالنا القادمة للعيش في الأمن والسلام كما لا ضمان لأمن العالم وسلامه. ندعو الله تعالى أن يجعلنا وسيلة لإخراج العالم من الظلمات إلى النور، ويوفقنا لأداء هذا الواحب على أحسن وجه.".

  

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
أمير المؤمنين أيده الله يُهيب بالأحمديين أن يدعوا للشعب الفلسطيني المظلوم وأسرى الجماعة في اليمن
100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان
وفد من خدام الأحمدية من ولاية كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية يتشرف بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحذر من أن الحرب العالمية تلوح في الأفق
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف التصعيد في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.