مجلس خدام الأحمدية في سيدني بأستراليا يحظى بشرف لقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية

"كونوا على يقين بأن الله تعالى موجود ويستجيب أدعيتكم". - حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد

في 26/6/2022 عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع أعضاء مجلس خدام الأحمدية في سيدني بأستراليا.

ترأس حضرته الاجتماع من استوديوهات إم تي إيه في إسلام أباد في تيلفورد، بينما انضم الخدام إلى الاجتماع افتراضيًا من مسجد بيت الهدى في سيدني.

بعد جلسة رسمية بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، أتيحت الفرصة لأعضاء مجلس خدام الأحمدية لطرح مجموعة من الأسئلة على حضرة الخليفة بخصوص عقيدتهم وقضاياهم المعاصرة.

سأل أحد الخدام حضرته كيف يتغلب على حالة اليأس التي قد تنجم عن أي إخفاقات قد يواجهها الإنسان في حياته؟

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"تمسكوا بسلاح الدعاء، وتيقنوا أن الله تعالى موجود ويستجيب أدعيتكم. اعلموا أن الموقف الذي تمرون به قد يكون ابتلاء صغيرًا ومؤقتًا من الله واختبارا عليكم اجتيازه وبعد ذلك سيهبكم الله الفلاح. وفي الوقت نفسه، يجب أن يدعو الإنسان دائمًا الله تعالى وأن يتقين من قبوله أدعيته. الشعور بالإحباط إحساس طبيعي يمر به الشخص - على الرغم من أنه يمكن أن يصبح مشكلة نفسية دائمة- ولكن من الخطأ أن تصبح يائسًا تمامًا، وعلى المرء ألا يترك كل شيء ويجلس في المنزل أو بمفرده في الغرفة ويصاب بالاكتئاب. ففي هذه المرحلة، يجب أن يتصرف بقوة العزم والإرادة. إذا تأثرت حالته النفسية بشدة، فعليه الذهاب إلى الطبيب لتلقي العلاج لأنه في هذه المرحلة تتحول هذه الحالة الطبيعية إلى مرض. وعندها تعاملوا مع الأمر على أنه مرض ويجب تناول الأدوية حتى تتمكن من التخلص من الاكتئاب تدريجيًا".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"اخضعوا أمام الله تعالى، وادعوه، وابذلوا الجهد واعقدوا العزم للخروج من هذه المرحلة من الكآبة. قال الله تعالى في القرآن الكريم: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). ومن أجل هذا، عليكم أن تبذلوا جهدكم وأن تستغلوا قوة إرادتكم وتواجهوا الواقع وجهًا لوجه بشجاعة. يجب أن تكونوا أقوياء ولا يوجد حل آخر لهذا. إن التحلي بقوة الإرادة والالتزام بالدعاء وبذل الجهد وعقد العزم هي الوسائل للتغلب على هذا. إذا أخفق الإنسان في أمر واحد ولم ينجح فيه، فمن الممكن أن ينجح في أمر آخر. في بعض الأحيان لا يحقق الإنسان النجاح لفترة طويلة ويمر بالمصاعب. وليس هناك بديل يمكن للإنسان أن يلجأ إليه غير الله. ومثال ذلك الشخص الذي كان مريضًا نفسيًا وكان يجلس ويقول: "يا رب أنا لا أحب دنياك"، وكان حضرة خليفة المسيح الأول (رضي الله عنه) يمر بجانبه ويسمعه يقول هذا. وذات يوم لاحظ أنه هادئ جدًا ومطأطئ الرأس فسأله لماذا توقف عن عن قول ما اعتاد عليه "يا رب أنا لا أحب دنياك"؟. فأجاب أن الله قد رد عليه، وأمره أن يجد دنيا يحبها ويذهب إليها. لذلك، في نهاية المطاف، هذه هي الدنيا التي نعيش فيها وعلينا التأقلم معها، لذا، علينا العيش بعزم وقوة إرادة".

وسأل خادم آخر حضرة الخليفة عن كيفية سد الفجوة الثقافية بين من ترعرعوا في أستراليا ومن هاجر إليها من شبه القارة الهندية؟ فقال:

"على الآباء تدريب أطفالهم منذ الطفولة. أخبروهم من هم، وما أهمية الدين، ولماذا هم مسلمون أحمديون، ولماذا عليهم أداء خمس صلوات يوميا، وقراءة القرآن الكريم. ابحثوا أيضًا على الأوامر الواردة في القرآن الكريم، ولماذا علينا اتباع هذه الوصايا والأوامر. بهذه الطريقة، سيعرف الأطفال ما هي واجباتنا ومن نحن. وعندها حتى لو نشأوا في هذه الثقافة، وفي هذا المجتمع، سيكون بإمكانهم التفريق بين الخير والشر... هذا هو واجب الوالدين وواجب خدام الأحمدية وأطفال الأحمدية. علموهم أن هذه هي الأشياء الجيدة، وهذه هي الأشياء السيئة... هذه هي الأشياء التي لا يحبها الله تعالى، وهذه هي الأشياء التي أمرنا بالامتناع عنها ".

وأكد حضرته أنه من المهم لجميع المنظمات الفرعية في الجماعة الإسلامية الأحمدية وأولياء الأمور العمل معًا لمعالجة قضية التربية الأخلاقية للأطفال.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"تحتاج التربية لبعض العمل الشاق. ليس فقط من قبل خدام الأحمدية، ولكن يجب أن يشارك الوالدان أيضًا في ذلك. وعليهما التعلم من قبل مجلسي أنصار الله وخدام الأحمدية ومن لجنة إمام الله كيف يربون أبناءهم في بيوتهم. إنها مهمة صعبة للغاية، لكن عليكم مواجهة هذا التحدي، والعمل بجد..

في الوقت الحاضر، باسم الحرية، تخطر بعض الأمور غير الأخلاقية في أذهان الأطفال. فلا يمكنهم حتى التفريق بين الخير والشر. وعلينا أن نقول لهم ما هو خير وما هو شر وما هي آثار هذه الأشياء على حياتهم في المستقبل، ومع إيمانهم بالله تعالى، أخبروهم كيف سيعاملهم الله تعالى إذا كانوا لا يتبعون تعاليم الإسلام. فمنذ الطفولة، علينا أن نغرس هذا في أذهان الأطفال، وعلينا أن نتبع تعاليم الإسلام، وأن نتعلم الأخلاق التي علمها الله تعالى لنا في التعاليم الإسلامية".

وسأل خادم آخر حضرته كيف يمكنه أن يثبت لأصدقائه غير الأحمديين أن خلفاء الجماعة الإسلامية الأحمدية مختارون من الله تعالى؟

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"إن الله تعالى يسخر الناس ويضع في قلوبهم (من الذي عليهم اختياره خليفة)... لم أكن معروفًا للجميع [لأفراد لجنة انتخاب الخليفة]. أظن أنه لم يكن يعرفني أكثر من 5٪ منهم، وكان هناك بعض العرب وبعض الأجانب والأفارقة أيضًا الذين قالوا إن أمرًا قد حدث فجأة ووضع الله تعالى في قلوبهم: "يجب أن ترفع يدك لصالح هذا الشخص". هناك عدد لا بأس به من الروايات من مختلف الأشخاص الذين عبروا عن شعورهم أثناء الانتخابات ورووا ما حدث.

إذا زدت معرفتك أولاً، وقرأت ذلك، فيمكنك بعدها إقناع أصدقائك غير الأحمديين أو حتى زملائك من أعضاء خدام الأحمدية ".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"حتى في القرآن، ذكر أن هناك طرقًا مختلفة؛ وأحياناً يعين الله تعالى أحدًا نبيا. وأحيانًا يكون ذلك من خلال بعض الناس، وهذا ما نراه في تاريخ الإسلام. من اختار حضرة أبي بكر؟ كان هناك اختلاف بين الأنصار والمهاجرين. لقد أرادوا اختيار خليفة من قبائلهم. كان الأنصار يقولون إننا سنختار خليفتنا من بين الأنصار. وكان المهاجرون يقولون لا.. سنختار خليفتنا من المهاجرين. ثم تحدث سيدنا عمر أو سيدنا أبو بكر عن هذه المسألة، وبعد ذلك توصلوا وديًا إلى استنتاج مفاده "حسنًا، سنبايع حضرة أبي بكر". وحدث الأمر نفسه عند انتخاب سيدنا عمر. لقد ورد هذا في التاريخ الإسلامي وهذا متبع في نظام جماعتنا. لم نعتمد نظامًا جديدًا. ونحن نتبع نفس النظام القديم ".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلا:

"فهكذا يعمل قرار الله تعالى. إنه قرار الله تعالى، ويضعه في قلوب الناس".

وسأل خادم آخر عن أوضاع المسلمين في الهند وما يمكن أن يفعله المسلمون وخاصة المسلمون الأحمديون لتحسين أوضاعهم؟

فقال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"ما يحدث في الوقت الحاضر في الهند أمرٌ خاطىء... نحن المسلمين الأحمديين نرد عليه أيضًا (على التصريحات الأخيرة المعادية للإسلام التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام) حيث نكتب إلى الصحف، [ونكتب] الرسائل، [ونكتب على] وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال [الوسائل] الأخرى عن محاسن التعاليم الإسلامية وفي نفس الوقت [نقول لهم] إنكم تتكلمون بسوء عن حضرة عائشة (رضي الله عنه) أو النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وذلك خطأ مطلق ونشرح معتقداتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف وغيرها من المنصات، ونبذل قصارى جهدنا لتوضيح ذلك للناس ولإزالة شكوك غير المسلمين أيضًا. وهناك عدد كبير من غير المسلمين يتفقون مع وجهة نظرنا وموقفنا ويقبلون به. لذلك، ضمن حدود قانون البلاد، نحاول ونسعى لذلك منذ فترة طويلة وسنواصل المحاولة. خلاف ذلك، فإن الاشتباك والصراع المباشر سيزيد من تدهور الموقف ومن تدهور وضع المسلمين في ذلك البلد لأنهم أقلية. وإذا كانت الحكومة الهندية أو الحكومات الإقليمية في تلك المناطق ضد المسلمين، فقد تتخذ إجراءات معينة قد تزيد من إلحاق الضرر بالمسلمين".