خطاب المصلح الموعود في حفل استقبال بشير أورتشارد في قاديان
في نهاية الحرب العالمية الثانية، وصل بشير أورتشارد إنجلترا في 21/04/1946 متخليًا عن نظام إنجلترا الدنيوي ليدخل نظام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم السماوي؛ حيث أوقف حياته لخدمة الإسلام والأحمدية.
وفي الأول من مايو/أيار عام 1947، وحسب تعليمات حضرة المصلح الموعود جاء إلى قاديان للدراسة، وفي الرابع من أيار نفس العام، أقيم حفل استقبال على شرف بشير أورتشارد خطب فيه حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه. حيث ألقى حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه في هذه المناسبة كلمة رائعة باللغة الإنجليزية قال فيها:
"لقد بعث الله سبحانه المسيح الموعود عليه السلام ليجمع كافة دول العالم معًا وأنت أول شخص تشرف بقبوله من بلادك. كما حظيت أيضًا بتكريس حياتك لتبليغ الرسالة التي أتى بها. ندعو الله تعالى أن يرزقك الثبات وأن يزيدك كل يوم إخلاصا وحماسا.
سيأتي اليوم الذي يترسخ فيه اسم الإله الواحد وسيكون في جميع أنحاء العالم وتكون الأحمدية في كل مكان. في ذلك الوقت، سيبحث أهل بلادك في كتب التاريخ ليعرفوا فيما إذا أصبح أي إنجليزيٍ أحمديًا في الفترة المبكرة وعندما سيرون أنه نعم، كان هنالك شخص اسمه بشير أحمد أورتشارد، قبِل الأحمدية في البداية، وقدَّم تضحيات استثنائية، سوف تُملأ قلوبهم بالفرح والمتعة وسوف يقولون بسعادة إن الأمة الإنجليزية قد أوفت بالتزاماتها للخدمة.
في هذا الوقت، أنت بلا شك، مغمور وغير معروف، ولكن سيأتي الوقت، وهو قريب، عندما ستفخر الأمم باسمك وتثني على أعمالك البطولية. فلا تنظر إلى أعمالك وتصرفاتك على أنها عادية ولا تأخذها على أنها خاصة بك وحدك، إنها في الواقع أعمال الأمة الإنجليزية بأكملها. أولئك الذين سيأتون فيما بعد سيحاكون كل عمل من أعمالك ويتابعون كل كلمة من كلامك.
إذا كانت أفعالك وسلوكك وفقًا للإسلام ستكون ممتازة ورائعة، واعلم إذًا أنه بسبب ذلك ستزدهر أمتك، أما إذا لم تكن وفقًا للمعيار الحقيقي للإسلام، وكان فيها خلل، فستحرم أمتك من النهوض. لذلك قم بما في وسعك دائمًا لتأسيس أفضل مثال واترك وراءك إرثًا رائعًا من الذكريات، وإلا سيرفع الله شخصًا آخر لتنفيذ هذه المهمة.
خلال ذلك الوقت الذي ستسود فيه الأحمدية العالم، وستسود بالتأكيد، ولن تستطيع أي قوة أن توقف ذلك، عندها سترتفع عظمتك بشكلٍ كبير في نفوس الناس؛ أكثر بكثير من أعظم رئيس للوزراء.
لذلك أنصحك بالعمل يإخلاص وحماس واترك وراءك خير مثال للأجيال المستقبلية. وفي الختام، أدعو الله تعالى أن تبقى بركاته ورحمته معك دائمًا وأن يتكلل الهدف الذي بدأته بالنجاح. آمين". (الفضل، 6 مايو/أيار 1947)