إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يخاطب الواقفات الجدد في اجتماعهن في لندن

 

"كنّ على استعداد دائم لمخالفة التيار السائد من خلال إعطاء الأسبقية لقناعاتكن الدينية" – إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يخاطب الواقفات الجدد في اجتماعهن في لندن.

"اشعرن بالفخر بمعتقداتكن الدينية وكن واثقات من أنفسكن عند التعبير عن إيمانكن" - حضرة ميرزا مسرور أحمد

في 29/04/2023 ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، الخطاب الختامي للاجتماع السنوي للواقفات ناو اللواتي وقفن حياتهن لخدمة الإسلام.

أقيم الحدث في مسجد بيت الفتوح في لندن في المملكة المتحدة وحضره أكثر من 1600 سيدة وفتاة، بما في ذلك أكثر من 1200 عضوة في برنامج الوقف ناو.

خلال خطابه الملهم، تحدث حضرة الخليفة بالتفصيل عن المسؤوليات الكبرى لعضوات مخطط الوقف ناو وبيّن ما يعنيه حقًا تعهدهن بإعطاء الأسبقية لإيمانهن.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"بمجرد أن تفهمن ما يعنيه إعطاء الأولوية لإيمانكن وتقديره أكثر من أي شيء آخر، سيكون لهذا تأثير كبير على الطريقة التي تعشن بها حياتكن. وسيقودكن ذلك نحو عملية الإصلاح الذاتي ويمكّنكن من خدمة الجماعة الإسلامية الأحمدية بأفضل طريقة ممكنة. من الطبيعي أن يميل المسلم الذي يعطي الأولوية لدينه نحو عيش حياة أخلاقية. وسيسعى مثل هذا الشخص إلى أن يغرس في نفسه القيم والصفات التي يدعو إليها الإسلام. إذا كنتن تعتبرن دينكن متفوقًا، فسيكون لكنّ أيضًا تأثير إيجابي كبير على الآخرين وعلى المجتمع ككل".

وقال الخليفة إن على الواقفة ناو أن تدرك "قيمتها ومكانتها الحقيقية" في وقت يزداد فيه العالم إلحادًا. وأوضح خلال خطابه المسؤوليات المختلفة المنوطة بالواقفات والتي ستساعدهن على التفوق في إحراز أهدافهن.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد، متحدثًا عن الأهمية القصوى للمواظبة على الصلوات الخمس اليومية وتلاوة القرآن الكريم:

"كعضوات في مخطط الوقف ناو، عليكن دائمًا المحافظة على الصلاة والمواظبة عليها. اعتبرن الصلاة رفيقكن الدائم. لا ينبغي أن تؤخرن الصلاة أو تفوتنها لشؤونكن الدنيوية أو التعليم. لا تتكاسلن ولا تقعن فريسةً للأعذار الواهية التي تبعدكن عن عبادة الله. بل تأكدن من أداء الصلاة على وقتها وباهتمام وتركيز كبيرين"

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"كواقفات ناو، فقد تعهدتن بتكريس حياتكن لخدمة الدين، وبالتالي، فإنه لزامًا عليكن بشكل خاص دراسة القرآن الكريم ومعرفة تعاليمه المختلفة. فلكل وصية في القرآن الكريم أهمية حيوية ويجب عدم الاستخفاف بها."

ثم تحدث حضرة الخليفة عن أهمية الأمر الإسلامي المتعلق بالتحلي بالاحتشام سواء في اللباس أو التصرفات، حيث قال:

"لقد قال الله تعالى إن على المؤمنات المحافظة على عفتهن وحشمتهن في جميع الأوقات، والالتزام بالحجاب. والهدف الأساس من هذا الأمر القرآني هو حماية النساء وصونهن من تحرش الرجال، والتأكد من عدم تجرؤ أي شخص على إلقاء ولو نظرة غير ملائمة، باتجاههن أو أن يحمل عنهن أفكارًا سيئة وغير لائقة. فالحجاب هو السبيل لتخليص المرأة من نظرات الرجل، وليس تقييدًا لها".

وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"صحيح أنه لطالما انتُقد مفهوم الحجاب في العالم غير الإسلامي، ومع ذلك، فإن بعض غير المسلمين يدعون الآن لحماية النساء، مما يعكس تعاليم الإسلام. لقد أدركوا الحاجة إلى الاحتراز بعد تقارير عن حالات لا حصر لها من تحرش الرجال واعتدائهم على النساء على كافة مستويات المجتمع".

وقدم حضرة الخليفة أمثلة على الاستطلاعات الأخيرة التي أظهرت المستويات المتفشية من الاعتداء الجنسي الذي تواجهه النساء، حيث أظهر أحد الاستطلاعات أنه عبر جميع الفئات العمرية، قالت 70 ٪ من النساء إنهن تعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة.

وتعليقًا على ذلك قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"ونتيجة لذلك، كانت هناك دعوات لإنشاء "مساحات آمنة" للنساء أو إقامة برامج مخصّصة للسيدات فقط. وبالمثل، بيّن تقرير جديد صدر مؤخرًا، أن العديد من النساء والفتيات في المملكة المتحدة يتركن الرياضة والتمارين الرياضية لشعورهن بعدم الارتياح وأنهن كمن يُستغل جنسيًا عند إجبارهن على ارتداء أطقم رياضية تكشف أجزاء كبيرة من أجسادهن".

وأضاف حضرته قائلًا:

"وبالتالي، لا ينبغي لكنّ أبدًا أن تشعرن بأي شكل من أشكال عقدة النقص أو الإحراج من الحجاب أو من أيٍ من تعاليم الإسلام الأخرى. بل يجب أن تشعرن بالفخر بمعتقداتكن الدينية وأن تكنّ واثقات من أنفسكن عند التعبير عن إيمانكن. بالتأكيد، لا يوجد أمر أو نهي إسلامي بدون سبب أو منطق، وتقوم جميع التعاليم الإسلامية على أساس الطبيعة البشرية والوسائل التي تضمن السلام والوئام المجتمعي".

وتابع حضرته حديثه عن معايير الصدق السامية التي يجب على أعضاء الوقف ناو الالتزام بها وفقًا لتعاليم الإسلام.

وأشار أيضًا إلى أن العديد من الواقفات ناو قد أصبحن الآن أمهات، وبالتالي فإنهن يتحملن مسؤولية إضافية تتمثل في تدريب أجيالهن المستقبلية على مواجهة التحديات المتزايدة المتمثلة في عيش حياة التقوى في عالم يزداد مادية.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"يجب على الأمهات المسلمات الأحمديات إظهار أعلى معايير عبادة الله وأن يغرسن في أنفسهن مكارم الأخلاق. لقد شبّت معظمكن وتعلمن هنا، وبالتالي فأنتن تفهمن هذا المجتمع وتدركن عيوبه ورذائله، فلا تنتفعن من هذه المعرفة لإنقاذ أنفسكن من آثاره السيئة فحسب، ولكن أيضًا لتوجيه أطفالكن بحيث يتجنبوا المزالق الأخلاقية والمخاطر التي تنتظرهم أثناء نموهم ونشأتهم. بدون أدنى شك، إنه تحد كبير في الوقت الحالي للأمهات الأحمديات لضمان بقاء أجيالنا المستقبلية مرتبطة بدينها".

وخلال خطابه، قال حضرته إن على الواقفات ناو أن "يستلهمن من السيدات الجليلات السابقات اللواتي وصلن إلى أعلى المراتب الروحية".

وضرب حضرة ميرزا مسرور أحمد مثالاً على تلاميذ النبي عيسى (عليه السلام) فقال:

"بعد أن تم إنزال المسيح (عليه السلام) من على الصليب وخرج من القبر الشبيه بالكهف، الذي مكث فيه لثلاثة أيام، كانت مريم المجدلية وامرأتان أخريان من جئن لمساعدته، وعلى الرغم من أنهن قد يواجهن العقاب الشديد والقصاص من قبل السلطات، لم تتراجع هؤلاء النسوة الباسلات جراء الخوف، بل أظهرن شجاعة وتفانٍ أكبر بكثير من التلاميذ الذكور".

 وقال حضرته أيضًا إنه في حياة الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، بلغت التضحيات التي قدمتها الصحابيات آفاقًا جديدة وستظل إلى الأبد مثالًا للبشرية، وقدم عدة أمثلة من أوائل التاريخ الإسلامي.

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا عن زوجين تحملا مشقة شديدة في سبيل دينهما:

"ذات مرة، رأى النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) زوجين مسلمين، وكانا من العبيد، يتعرضان للتعذيب المروع على يد سيدهما عديم الرحمة. لقد أُجبرا على الاستلقاء في الحر الشديد على الرمال الحارقة، وتعرضا للضرب بلا هوادة حيث وُضع عليهما الفحم المشتعل والحجارة الساخنة. وكان سيدهما يطالبهما طيلة الوقت بالتخلي عن إيمانهما بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وعلى الرغم من آلامهما، لم يتراجعا قيد أنملة عن إيمانهما. ولما رأى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عذابهما فاضت مشاعره من الحزن، فأناب إلى الله في الدعاء، ثم خاطب صلى الله عليه وسلم الزوجين المسلمين وأوصاهما بالصبر وبشرهما بأنهما سينالان من الله أحسن الجزاء والنعم في الآخرة ".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد القصة قائلًا:

"في نهاية المطاف، ونتيجة للتعذيب المتواصل، توفي الزوج. وفي تلك اللحظة التي فقدت فيها السيدة المسلمة زوجها، لم يظهر سيدها أي رحمة، بل أخذ رمحًا وطعن بطنها بقوة مما تسبب في وفاتها.

من الناحية الدنيوية، لم يكن لتلك المرأة أي مرتبة أو مكانة. لقد كانت في الواقع، بصفتها أمة، جزءًا من أضعف طبقة في المجتمع ولم تكن تعتبر أكثر من متاعًا من أملاك سيدها. ولكن بسبب اقتناعها المطلق بصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومعاييرها الإيمانية التي لا تشوبها شائبة، فإن تلك السيدة التي نظر إليها العالم بازدراء، قد صعدت إلى أعلى القمم الروحية ونُقشت مكانتها الرفيعة في التاريخ إلى الأبد".

وفي نهاية خطابه نصح حضرة الخليفة الواقفات ناو وقال:

"يجب على كل سيدة وفتاة مسلمة أحمدية، وبخاصة عضوات الوقف ناو، أن يفهمن أن دورهن الآن قد حان لتحمل مسؤولية الاستعداد لكل تضحية ممكنة من أجل إيمانهن. هناك عدد لا يحصى من الرذائل الأخلاقية السائدة في مجتمع اليوم، ويتزايد تخلي الناس عن الدين. وفي ظل هذه الظروف، يجب أن تتمسك الواقفة ناو بموقفها في سبيل الله تعالى. يجب أن تسعين جاهدات للقضاء على كافة الآثار الدنيوية في أذهانكن والتأكد من أن لا تقعن فريسة لبريق الدنيا ومفاتنها السطحية. بل حاولن قضاء حياتكن وفقًا لتعاليم الإسلام ".

وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"كن دائمًا على استعداد لمخالفة التيار السائد من خلال إعطاء الأولوية لقناعاتكن الدينية. حافظن على إيمانكن واعملن على إقامة علاقة حية أبدية مع الله. واخضعن أمام الله بكل خشوع وادعينه بإخلاصٍ أن يوفقكن لإحداث تغيير كبير في العالم من خلال التبليغ ومن خلال سلوككن القويم.

اسعين يوميًا لأداء دوركن في توحيد البشرية تحت لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث يجتمع أهل الدنيا ككلٍ واحد في السجود أمام الله تعالى. إذا ارتقيتن إلى مستوى هذا التحدي، فستحققن أهداف حياتكن وستتمكنّ عندها من الإعلان بأنكن لسن واقفات ناو بالاسم فقط وإنما بما هو أهم بكثير.. بالروح والفعل ". 

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
أمير المؤمنين أيده الله يُهيب بالأحمديين أن يدعوا للشعب الفلسطيني المظلوم وأسرى الجماعة في اليمن
100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان
وفد من خدام الأحمدية من ولاية كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية يتشرف بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحذر من أن الحرب العالمية تلوح في الأفق
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف التصعيد في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.