الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة وألمانيا وكندا تقيم حفل تخرج مشترك
أنتم من جنود الخلافة الروحيين" - الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة وألمانيا وكندا تقيم حفل تخرج مشترك
82 خريجًا يحصلون على درجة شاهد من إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية
يسر الجماعة الإسلامية الأحمدية أن تعلن أنه في 01/06/2024، أقيم حفل توزيع الشهادات لخريجي الجامعة الأحمدية من المملكة المتحدة وكندا وألمانيا في حدث مشترك في مقر الجامعة بالمملكة المتحدة في هازليمير، سَرِي.
ترأس إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد الحفل وألقى الكلمة الرئيسة.
هذا العام، حصل 20 خريجًا من الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة و14 خريجًا من الجامعة الأحمدية في ألمانيا على شهادات "درجة شاهد" من قبل حضرة ميرزا مسرور أحمد، وبالتالي تم تسجيلهم كدعاة وأئمة رسميين للجماعة الإسلامية الأحمدية.
وفي حفل مشترك، تسلم 48 داعية شهاداتهم أيضًا حيث تخرجوا خلال السنوات الخمس الماضية من الجامعة الأحمدية بكندا، ولم يتمكنوا من الحصول على شهاداتهم في وقت سابق بسبب جائحة كوفيد-19.
بعد العرض، ألقى، حضرة ميرزا مسرور أحمد خطابًا ملهمًا للإيمان، أكد فيه أن على الدعاة أن يكونوا قدوة من جميع النواحي، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي ويجب أن يسعوا إلى المحافظة على وحدة الجماعة الإسلامية الأحمدية.
في البداية، ذكّر حضرة الخليفة الدعاة بسبب التحاقهم بالجامعة الأحمدية.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"كنتم قد أتيتم إلى الجامعة الأحمدية واضعين في البال تحقيق مهمة المسيح الموعود (عليه السلام) وتعهدتم بأنكم ستعملون لتحقيق هذه المهمة التي عُهدت إلى حضرته في هذا العصر، وهي إيصال رسالة الإسلام إلى كل أرجاء المعمورة، وأنكم من خلال قدوتكم العملية سترفعون معايير أبناء الجماعة أيضا إلى الطريق الذي يمكِّنهم من أداء حق بيعة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، وهو لن يتحقق ما لم تؤدوا أنتم بأنفسكم حقها"
وتابع حضرته خطابه مقتبسًا من كلام المسيح الموعود (عليه الصلاة والسلام) الذي حدد ثلاث سمات مميزة يجب على دعاة الجماعة الإسلامية الأحمدية اعتمادها لتمييزهم عن الآخرين.
وقال حضرته إن الأهم من ذلك كله هو إحداث إصلاح إيجابي في أخلاقهم وروحانياتهم حتى يتمكنوا من القيادة بالقدوة ويكون لهم تأثير إيجابي على الآخرين.
والجانب الثاني الذي يجب أن يعتمده الدعاة هو أن يكونوا على مستوى عالٍ من المعرفة والفهم لتعاليمهم الدينية حتى يتمكنوا من الإجابة على كل اعتراض أو سؤال يتعلق بدينهم. أما الجانب الثالث، فهو التحلي بالشجاعة في قناعاتنا والتحدث بلا خوف.
وفي معرض حديثه عن أهمية الإصلاح الذاتي من أجل القيادة بالقدوة، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لا بد أن تكونوا قدوة حسنة لإصلاح أبناء الجماعة أيضا. ومن أجل إصلاح النفس لا مناص لكل داعية من إنشاء علاقة قوية مع الله تعالى، وإلا فلن يحرز النجاحات في الحياة أبدا".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلاً:
"هناك حاجة لرفع مستوى عباداتنا، وهناك حاجة للاهتمام بأداء صلاة التهجد. يجب أن يهتم كل واحد منكم اهتماما خاصا بصلاة التهجد بدون انقطاع إلا في حالة اضطرار أحيانا. إذا ارتفعت معايير العبادة توطدت مع الله علاقة خاصة أيضا. هناك حاجة بكم لرفع مستوى الأخلاق. هناك حاجة لأن تكونوا بعَملكم قدوة حسنة للآخرين. هناك حاجة ماسة لرفع مستوى حالتكم العملية ورحابةِ الصدر."
وقال حضرة الخليفة إن على الدعاة أن يكونوا قادرين على تقبل النقد والتأكد من أنهم يتحدثون بلطف لأن الكلمة اللطيفة يمكن أن "تلين قلوب الآخرين" في كثير من الأحيان.
وفي معرض حديثه عن تحديات العصر الحديث، قال حضرة الخليفة إنه على الدعاة أن يحافظوا على أنفسهم في مأمن من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. وعندها فقط يمكنهم تقديم النصح للآخرين حول عيوب وسائل التواصل الاجتماعي، وإلا سيكونون مذنبين بإظهار المعايير المزدوجة.
ومكررًا الحاجة إلى التقييم الذاتي، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"راجعوا أنفسكم بنظرة الانتقاد يوميًّا. وبدلًا من البحث عن عيوب الآخرين، انظروا إلى أنفسكم أولًا، ولينظر كل منا داخل نفسه ليرى ما هي العيوب فينا؟ وما هي الصفات الحسنة التي يجب أن نتحلى بها؟ وما هي المعايير التي يجب أن تكون لدينا؟ ما هو مستوى علاقتنا بالله كدعاة، وما هي معايير أخلاقنا، وماذا ينبغي أن يكون مستوانا العلمي، وماذا ينبغي أن يكون مستوانا الروحاني. وإذا أحرزتموها فهذا جيد. وعندها ستختفي النظرة الناقدة تجاه الآخرين تلقائيًّا، بل سينشأ لديكم جانب العطف والمواساة والإصلاح للآخر، وعندما تقومون بإصلاح الآخر بهذه المواساة فسوف تدعون له أيضًا. وإذا قمتم بالدعاء بالإضافة إلى الإصلاح، فسوف يبارك الله تعالى ويُنجحكم".
وقال حضرته إنه عندما يرغب الدعاة في إصلاح شخص ما، عليهم أن يدعوا له باستمرار فـ "سلاحنا الأكبر هو الدعاء ولا يمكن الإصلاح بغيره"، وشدد أيضًا على أهمية الدراسة، وقال إن العديد من الأسئلة التي يواجهها الدعاة سيتم الإجابة عليها إذا درسوا القرآن الكريم وكتب المسيح الموعود (عليه السلام) بعناية.
ومن الجوانب الأخرى التي تحدث عنها حضرة الخليفة خلال الخطاب، أهمية وجود رابطة قوية من الولاء مع الخلافة.
(الصورة في الأعلى: دفعة خريجي الجامعة الأحمدية في المملكة المتحدة لعام 2023 وهم يتلقون الشهادات من حضرة الخليفة)
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"من الضروري جدا أيضا أن تكون علاقتكم مع الخليفة مبنية على الإخلاص والوفاء، لأنكم جنود الخلافة. يكتب إلي الكثيرون للدعاء ليصبحوا "سلطانا نصيرا" للخلافة ولكن هذا مستحيل بغير الإخلاص والمستوى الأعلى لطاعة الخليفة. لذا على كل واحد أن يفحص نفسه هل هو قائم وثابت على مستوى الوفاء لدرجة لا تنشأ في قلبه أيّ شكوى مهما حدث. المراد من الطاعة هو أن يعمل المرء بكل ما يؤمر دون أدنى تردد، وإن كان يخالف موقفه الشخصي. ولن ينفع الإخلاص إلا إذا كانت حالته العملية على هذا النحو وإلا لا يمكن القيام بالوفاء ولا بالطاعة.".
(الصورة في الأعلى: خريجو الجامعة الأحمدية بألمانيا دفعة عام 2023 وهم يتلقون شهاداتهم من حضرة الخليفة)
وشدد حضرة ميرزا مسرور أحمد على أهمية دور الصلاة في تحقيق هذا المستوى من الطاعة والولاء:
"ولهذا الغرض أيضا لا بد من الدعاء. فاستمروا في الدعاء، ليوفقكم للوفاء الكامل، وأن تضربوا مثلا أعلى من غيركم في الطاعة.
(الصورة أعلاه: دفعة خريجي الجامعة الأحمدية في كندا لعام 2029 وهم يتلقون الشهادات من حضرة الخليفة)
ومع اختتام الخطاب، أكد حضرته مرة أخرى على الاستخدام المناسب لوسائل التواصل الاجتماعي وقال إنه عندما يكون من المهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أعمال التبليغ، فيجب على الدعاة أن يكفوا عن التورط في مناقشات لا طائل من ورائها ولا فائدة منها.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عليكم عدم الخوض في نقاشات عقيمة. وأن تستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بصورة نافعة ومفيدة، وحيثما ترون أنه لم يعد النقاش إلا من أجل النقاش فحسب بل وبدأ الآن نقاش عقيم بحیث تعنّد كل طرف وتزمّت بموقفه، فاخرجوا من مثل هذا النقاش قائلين: لم يعد هذا النقاش مفيدًا الآن بل أصبح ضارًّا، لذلك أنسحب منه. وسيكون ذلك دافعًا للآخرين أيضًا على عدم التورط في مثل هذه المناقشات العقيمة".
(الصورة أعلاه: دفعة خريجي الجامعة الأحمدية في كندا لعام 2020 وهم يتلقون شهادات التخرج)
وأضاف حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"ينبغي أن تنظروا فيما هو مفيد لمصلحة الجماعة، فإذا كان هناك نقاش ليس في مصلحة الجماعة، ولا ينفع البشرية، ولا ينفع الجماعة، ولا يفيدكم في التبليغ، ولا يظهر له أي أثر في التربية، فلا داعي للخوض فيه. أما الخوض في النقاشات العلمية والأكاديمية، فلا بأس إن بدأتهم بها ضمن دائرة محدودة تدلون فيها برأيكم العلمي ثم توسعون نطاقها من خلال إشراك الآخرين فيها"
(الصورة أعلاه: دفعة خريجي الجامعة الأحمدية في كندا لعام 2021 وهم يتلقون شهادات التخرج من الخليفة)
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد مذكرًا الدعاة بأهمية القوة من خلال الوحدة:
"وينبغي أن تتذكروا أن الوحدة في الجماعة هي رمز لنجاحها، وعلى الدعاة أن يكونوا أمثلة عليا فيها بحيث تترشح هذه الوحدة من سلوكهم دومًا، وسيكون لهذا الأمر تأثير على الآخرين".
(الصورة أعلاه: خريجو الجامعة الأحمدية في كندا لعام 2022 وهم يتلقون شهادات التخرج من الخليفة)
ومع اختتام كلمته، أكد الخليفة أن على الدعاة أن يكونوا واسعي الحيلة وأن يجدوا طرقًا جديدة لإنجاز مهمتهم، بغض النظر عن محدودية الموارد.
(الصورة أعلاه: خريجو الجامعة الأحمدية في كندا دفعة 2023 وهم يتلقون شهادات التخرج من الخليفة)
وفي ختام كلمته، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ينبغي أن تتذكروا أنكم ستحققون نجاحًا ما بقيتم تعملون بالوفاء والمجاهدة مستعينين بالدعاء، وهذا هو سر النجاح، وفقكم الله تعالى للعمل بهذه الأمور، آمين."