أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
"الحقيقة أنه كلما أسرع المسلمون في التوجه إلى الله تعالى والتضرع إليه، هيأ الله تعالى لهم الظروف الأفضل." – حضرة ميرزا مسرور أحمد
في 07/01/2024، عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد لقاءً افتراضيًا مع أعضاء مجلس أنصار الله في فرنسا.
ترأس حضرته الاجتماع من استوديوهات إم تي إيه في إسلام أباد، تيلفورد، بينما انضم أعضاء الهيئة الإدارية إلى الاجتماع افتراضيًا من المسجد المبارك في باريس، فرنسا.
بعد جلسة رسمية بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، أتيحت لأعضاء مجلس أنصار الله الفرصة لطرح مجموعة من الأسئلة على حضرة الخليفة تتعلق بدينهم وقضاياهم المعاصرة.
وشدد حضرته خلال اللقاء على أهمية الصلاة وإقامة العلاقة الحية مع الله تعالى.
وسأل أحد الحاضرين حضرة الخليفة كيف يمكن غرس حب الخلافة في قلوب الشباب والأطفال خصوصًا؟
فأوضح حضرة ميرزا مسرور أحمد ذلك قائلًا:
"الأهم من ذلك هو إقامة العلاقة مع الله تعالى.. بناء علاقة شخصية مع الله والدعاء لأبنائكم. فدعاء الوالدين لأبنائهم مستجاب، كما أن دعاء الأبناء لوالديهم مستجاب أيضًا. ادعُ الله تعالى أن يرزق أبناءك قربه، وأن يقربهم من دينهم ومن جماعة المسيح الموعود والإمام المهدي (عليه الصلاة والسلام) التي تنبأ عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووعد بها الله تعالى، وأن يقربهم من الخلافة أيضًا".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"عندما تصل لهذه المرحلة، وعندما تدعو الله وتكون قدوة وتنصح أولادك بالحب، سيبدأون في تقوية صلتهم [بالخلافة]. فلا تتوقعوا من أطفالكم أن يقيموا هذه العلاقة عندما يكبرون، بل يجب أن تغرسوها في قلوبهم منذ الصغر".
وقال حضرة الخليفة أيضًا أنه قبل سنوات المراهقة المبكرة، تتم رعاية الأطفال بشكل خاص من قبل كلا الوالدين، ولكن عندما يبدأون في سن المراهقة، يبدأ الآباء على وجه الخصوص في الابتعاد قليلاً عن أبنائهم، بينما تقوم الأمهات ببناء علاقة أوثق مع بناتهن. لذلك، ذكّر حضرته أعضاء مجلس أنصار الله بالحفاظ على علاقة ودية ووثيقة مع أطفالهم حتى عندما يكبرون، وهذا سيساعد على ضمان بقائهم مرتبطين بدينهم.
وسأل أحدهم حضرته عن كيفية إنشاء علاقة أقوى مع الله تعالى، فنصحه بصلاة النفل بالإضافة إلى المحافظة على الصلوات الخمس، وقال إن عليه أن يذكر نعم الله عليه وأن يضحي في سبيل الله تعالى.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"قدم التضحيات المالية لذكر نعم الله وصل ركعتي نفل يوميًا. يقول الله تعالى "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ". وهكذا إذا شكرت الله تعالى، فإنه سيعينك على تقوية علاقتك به وسيبارك في أموالك وأمورك. ولإقامة العلاقة مع الله، من الضروري أن تسعى جاهدًا من أجلها. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربه عز وجل أنه قال: "إذا تقرب العبد إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا وإذا تقرب إلي ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة". لذا ينبغي على الإنسان أن يبذل جهدًا بنفسه أولًا، وعندما تبذل الجهد، فإن الله تعالى سيعمل على تطوير العلاقة".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"كان هناك من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من لديهم تجارة تقدر بالملايين. على سبيل المثال، تبرع عثمان رضي الله عنه ذات مرة بـ 300 من الإبل في زمن الحرب. ولما حدثت مجاعة تبرع بإبل كثيرة محملة بالمؤن. لقد كانوا تجارًا، لكنهم لم ينسوا الله، ولهذا قدموا هذه التضحيات. فإذا قدمنا نحن أيضًا مثل هذه التضحيات وغرسنا روح التضحية في أنفسنا، فإن الله تعالى سيبارك في أموالنا، ويزيدنا قربًا منه".
وطلب أحد الحضور من الخليفة الإرشاد حول كيفية أداء الصلوات الخمس بخشوع.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"عندما تقف للصلاة، كرر كلمات الصلاة. اقرأ "الحمد لله رب العالمين" عدة مرات عندما تصلي صلاة النفل واستمر في تكرار "اهدنا إلى الصراط المستقيم". لقد قال المسيح الموعود (عليه السلام) إن من الممكن للإنسان أن يتباكى – لأن للمظهر الخارجي للإنسان تأثير أيضًا على حالته الداخلية. عندما تظهر تعبيرًا عن البكاء، وتحاول بشكل واضح الانغماس في مثل هذه الحالة، فإن ذلك سيترك أثرًا في قلبك أيضًا، وهذا بدوره سيجلب الخشوع، ونتيجة لذلك، ستبدأ في البكاء"
وتابع حضرته قائلًا:
"ربما تكون قد مررت بمثل هذه الحالة في الصلاة، لكن هذه الحالة لا تبقى دائمًا، ولا يمكن أن تكون حالة أحد هكذا في جميع الأوقات أيضًا. ولكن ينبغي أن تتذكر دائمًا أنك عندما تقوم للصلاة فإنك واقف بين يدي الله تعالى. عندما تقف بين يدي الله تعالى فإنك تستشعر وجود لله تعالى ومخافته مما يولّد في قلبك رقةً وتواضعًا ببطء ولكن بثبات، ستصبح في بعض الأحيان عاطفيًا ويزداد خشوعك، ولكن في أحيان أخرى قد لا يكون الأمر كذلك. ومع ذلك، ينبغي عليك دائمًا أن تجتهد في الدعاء لتحصل على حماية الله تعالى عند وقوفك بين يديه في الصلاة. سوف يصبح قلبك رقيقًا بشكل طبيعي وعندما يحدث هذا سيصبح عادة ببطء. علاوة على ذلك، فإن التقلبات المستمرة صعودًا وهبوطًا [في الروحانية] أمر طبيعي. في بعض الأحيان، يمكنك الاحتفاظ بمزيد من الاهتمام أثناء الصلاة، فتصلي بالتالي بمزيد من الخشوع. ولكن في أوقات أخرى قد لا يكون هذا هو الحال. وهذا شيء يحدث لجميع الناس. وقد قال المسيح الموعود (عليه السلام) أنه حتى الأنبياء قد واجهوا هذا الأمر".
وسأل أحد الحضور الخليفة عن الوضع الحالي في فلسطين واستفسر عن متى سيحل السلام. فأوضح حضرته أنه عندما يصبح المسلمون "عباد الله الصالحين" فإنهم سيرثون الأرض مرة أخرى بسلام.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"كيف سيكون هذا؟ ليس من خلال الأسلحة والحروب. وقد اشترط الله تعالى أن "الصالحين" هم الذين سيرثون الأرض. وعندما تكون هذه هي الحالة الروحية للمسلمين، فإن الأوضاع في فلسطين ستتحسن... وهذا هو وعد الله تعالى. والحقيقة أنه كلما أسرع المسلمون في التوجه إلى الله تعالى والتضرع إليه، هيأ الله تعالى لهم الظروف الأفضل".
بعد ذلك، سأل أحد الحاضرين عن الإجراءات التي يتعين على المنظمات الدولية اتخاذها لدعم السلام بعد أن شهدنا استمرار الفشل في إحلال السلام في جميع أنحاء العالم.
فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"في الحرب العالمية الأولى، تأسست عصبة الأمم من أجل الحفاظ على السلام في العالم، والحفاظ على العالم موحدا ومنع الحروب والدمار. قالوا إنهم لن يسمحوا بحدوث حرب أخرى، لكن ماذا كانت النتيجة؟ لقد فشلت هذه المؤسسات ذاتها في دعم العدالة، مما أدى بالتالي إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939. وفي وقت لاحق، أسست الأمم المتحدة ومنحت حق النقض لعدد قليل من البلدان. فكيف يمكن تحقيق العدالة بعد ذلك؟"
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلاً:
"سيستمر هذا الوضع طالما لا توجد مساواة أو عدالة (في العلاقات الدولية)، وطالما لا تزال الفوضى تنبع من سلطة النقض. ما هو الحال الآن؟ إسرائيل ترتكب الظلم… حماس قتلت 1300 إسرائيلي، لكن إسرائيل قتلت عشرة أضعاف من الأبرياء انتقاما… لا أحد لديه الشجاعة لإدانة الحكومة الإسرائيلية… (تاريخيا)، كان الألمان والأوروبيون هم الذين ارتكبوا الظلم ضد اليهود – وليس الفلسطينيون ولكنهم دفعوا ثمن خطأ الآخرين".
وقال حضرته إنه على الرغم من أن الحرب ليست حربًا دينية، إلا أنها جمعت كل الأمم المناهضة لفكرة الدين واستهدفت الإسلام بشكل خاص باعتباره الدين الأكثر ممارسة. وقال حضرته إن كل هذا تم من أجل المصالح الجيوسياسية الخاصة.
وقال حضرته إنه في مثل هذا النظام الظالم لا يمكن للمظلومين الحصول على حقوقهم.
وضرب حضرة ميرزا مسرور أحمد مثالاً على كيفية استغلال الموارد الطبيعية للبلدان الأفريقية أيضًا، فقال:
"في أفريقيا، [المضطهدون] ليسوا مسلمين، بل هم مسيحيون أو وثنيون، ومع ذلك فقد نهبتهم هذه الدول واغتصبت حقوقهم أيضًا. وقد نهبت جميع مواردهم ومعادنهم. وقد بدأت الدول الأفريقية أيضًا في رفع أصواتها ضد هذا الأمر. لقد بدأوا بالصراخ بأنهم تعرضوا للاستغلال من قبل الأوروبيين. في بعض الأحيان يتم استخدام اسم الدين ولكن في الواقع السبب الحقيقي هو المكاسب الجيوسياسية. إنهم لا يدعمون العدالة، لكنهم ما زالوا يعلنون بفخر أنهم "أبطال العدالة" و”أبطال السلام".
وقد قدم حضرته الحلول وأرشد أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها لإحداث التغيير.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لن يتحقق السلام الحقيقي إلا عندما ينشر الله تعالى الإسلام من خلال جماعة المسيح الموعود (عليه السلام). لذلك، يجب أن نستمر في بذل الجهود الشخصية – من خلال الدعاء والعمل الجاد… وطالما لم يتحقق هذا الحل، فستستمر معاناة المظلومين بنفس الطريقة".
