أمير المؤمنين أيده الله يحث على إجراء مفاوضات بنيّة حسنة من أجل أوكرانيا

 

إمام مسلم عالمي يحث على إجراء مفاوضات بنية حسنة في خطة السلام من أجل أوكرانيا، وذلك أثناء افتتاحه المجمع الجديد لأكبر مسجد في بريطانيا والذي أعيد بناؤه بعد الحريق الذي اجتاحه عام 2015

"لا ينتابني سوى الحزن والأسى وأنا أرى العالم يندفع بسرعة أكبر نحو حرب عالمية مرعبة".

"مع استمرارها في دعم أوكرانيا وهي تدافع عن نفسها، يجب أن تبذل القوى العالمية كل جهد ممكن لإنهاء الحرب من خلال محادثات السلام والمفاوضات بنية حسنة.".

"مهما كانت الأخطاء التي ترتكبها الدولة الروسية، يجب أن نبقي في حسباننا الصورة الأوسع أنه إذا لم يتم إنهاء الحرب، فإنها ستؤدي إلى أزمة عالمية".

"ما الحافز الذي سيضطر روسيا وقادتها إلى وقف الأعمال العدائية، إذا كانوا يعرفون أن انسحابهم سيؤدي إلى خرابهم المؤكد؟"

في 04/03/2023، ألقى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد، الخطاب الرئيس في منتدى السلام السابع عشر الذي تستضيفه الجماعة الإسلامية الأحمدية في المملكة المتحدة.

تزامن الحدث أيضًا مع افتتاح المبنى الجديد المكون من خمسة طوابق في مجمع مسجد بيت الفتوح، والذي أعيد بناؤه بعد حريق اندلع فيه عام 2015.

قبل الإجراءات الرسمية لمنتدى السلام، أزاح حضرة الخليفة الستار عن اللوحة التذكارية وأمّ الحاضرين في الدعاء الصامت إيذانًا بافتتاح المجمع الجديد الذي يضم قاعتين متعددتي الأغراض ومجموعة مكاتب وغرف لإقامة للضيوف.

حضر الحدث أكثر من 1500 شخص منهم 500 من كبار الشخصيات، وقد حضر الضيوف من 40 دولة، بما في ذلك وزراء وسفراء دول وأعضاء في البرلمانات.

خلال الإجراءات، قدم حضرة الخليفة لباربرا كارولين هوفمان، مؤسسة جمعية إيسيم الخيرية، جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية للنهوض بالسلام لعام 2019 وذلك تقديرًا لعملها الخيري في رعاية الأطفال الذين يتمتهم الحروب.

كما قدم حضرته أيضًا للدكتور تاداتوشي أكيبا، العمدة السابق لهيروشيما، جائزة الجماعة الإسلامية الأحمدية للنهوض بالسلام لعام 2022 تقديرًا لجهوده في حملة نزع السلاح النووي.

وخلال خطابه، حذر حضرة الخليفة من المسار الخطير للحرب في أوكرانيا وحث قادة العالم على "السعي لإيجاد شروط اتفاق مقبولة للطرفين" وبذل جهود عاجلة لإيجاد السلام، خشية أن تواصل "دائرة العنف المستمر" الدوران "بحنق أكبر".

وقال إن الحرب العالمية الثالثة وشيكة على نحوٍ خطر، وذكر آيات من القرآن الكريم تقدم الحلول التي تمسّ الحاجة إليها لإيجاد مخرج من هذا.

كما سلط الضوء أيضًا على الهدف الحقيقي لبناء المساجد ولفت الانتباه إلى ارتباط جميع المساجد بالكعبة المشرفة في مكة المكرمة.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"أُمر المسلمون ببناء مسجدهم باتجاه الكعبة المشرفة، البيت الحرام في مكة المكرمة، والصلاة باستقبالها، ومع ذلك، لا يكفي مجرد التوجه المادي نحو الكعبة المشرفة. بل على المسلمين ومساجدهم تحقيق مقاصد الكعبة المبينة في الآية 98 من سورة آل عمران في القرآن الكريم والتي تقول: "ومن دخله كان آمنا". وتعني هذه الآية القرآنية أن على المسلم الحقيقي أن يدخل المسجد وهو في حالة سلام، وأن عليه من خلال أدائه حقوق وأوامر الله أن يكون منارة للسلام والأمن للآخرين.".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"تعكس جميع مساجدنا الكعبة المشرفة بصورة روحانية، حيث إنها لا تخدم كدور لعبادة الله تعالى فقط، بل هي وسيلة أيضًا لأداء حقوق الإنسان وإحلال السلام في العالم.".

وذكر حضرته أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تستضيف منذ سنوات عديدة برامج مثل منتدى السلام في إطار جهودها نحو إحلال السلام.

قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"على الرغم من أننا نبلغ هذه الرسالة منذ فترة طويلة، إلا أنها على ما يبدو لم تلق آذانًا مصغية. وأعتقد أن السبب الأساس لهذا هو أن غالبية الدنيا قد ابتعدت عن الله تعالى واعتبرت المكاسب المادية والمساعي الدنيوية هدفها النهائي. وبسبب مثل هذه المساعي والمطامع الجوفاء، انجرت البشرية نحو حربين عالميتين كارثيتين ومروعتين خلال القرن العشرين. وبدلاً من التعلم من أهوال الماضي، غرق العالم مرة أخرى في الحروب والصراعات".

وبين حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد أن تعاليم الإسلام توفر الحلول لإحلال السلام، حيث قال:

"لقد أمر القرآن الكريم بضرورة اغتنام كل فرصة ممكنة لتحقيق السلام، مهما كانت فرص النجاح بعيدة. ففي الآية العاشرة من سورة الحجرات، يذكر الله سبحانه وتعالى أنه عندما تكون دولتان في حالة حرب، فيجب على طرف ثالث السعي لمصالحتهما وجذبهما نحو التسوية السلمية، وإذا استمر المعتدي في شن الحرب، فإن من مسؤولية الدول الأخرى توحيد قواها واستخدام القوة المتكافئة والشرعية لوقف المعتدي. ومع ذلك، بمجرد أن يتوقف عن ارتكاب المظالم، فلا يجب أن يعاقب أو يفرض عليه الانتقام الجائر".

وأضاف حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"تنص الآية التاسعة من سورة المائدة في القرآن الكريم بشكل قاطع أنه يجب ألا تدع عداوة أي أمة أو حزب تمنعك من التمسك بالمعايير الحقيقية للعدالة والإنصاف "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ" وبناءً على ذلك، يجب بأي ثمن تجنب الإجراءات العقابية أو غيرها من الإجراءات غير العادلة التي تمنع أي دولة من المضي قدمًا بعد انتهاء الحرب، وتحد من حريتها وازدهارها".

وبالانتقال إلى الحرب الحالية في أوكرانيا، بين حضرة الخليفة كيف أن هذه المبادئ الإسلامية وثيقة الصلة بالموضوع. وقال إنه على الرغم من أن الحرب في أوكرانيا لم تظهر أي بوادر للانحسار، فإن بعض القادة السياسيين يعلنون أنه "بمجرد انتهاء الحرب، يجب أن تخضع روسيا لعقوبات شديدة وأن تدفع ثمن أفعالها".

وفي ضوء خطورة مثل هذه التصريحات، أشاد حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد بمقال نشر في الصحافة البريطانية وقال:

"نشر مؤخرًا مقال بقلم الصحفي ماثيو باريس في جريدة التايمز، ذكر فيه أن مثل هذه التصريحات قبل القيام بأي محادثات سلام بناءة لا تتسم بالحكمة، وتؤدي فقط إلى زيادة تأجيج الوضع المتقلب... أرى أنه محق في هذا التحذير. فما الحافز الذي سيضطر روسيا وقادتها إلى وقف الأعمال العدائية، إذا كانوا يعرفون أن انسحابهم سيؤدي إلى خرابهم المؤكد؟"

وبمقارنة خطاب بعض السياسيين المولعين بالحروب بتعاليم القرآن الكريم، قال حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد:

"أرى من الضروري إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والسعي لإيجاد شروط اتفاق مقبولة للطرفين. ولكن إذا ظل المعتدي عازمًا على إلحاق البؤس والدمار ورفض الانسحاب، فإن الإسلام يعلِّمنا أن على الأمم الأخرى الاتحاد معًا، واستخدام القوة المتكافئة والضرورية لإنهاء الأعمال الوحشية".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"يجب أن يظل هدف الأطراف المتدخلة في جميع الأوقات هو إحلال السلام بدلاً من السعي للانتقام من المعتدي أو إذلاله. ولا ينبغي أن تكون نيتهم الأساسية أبدًا حشو جيوبهم أو استغلال الصراع لتعزيز المصالح المكتسبة. وإلا فإن أولئك الذين تعرضوا للإهانة، سيضمرون بلا شك الشعور بالظلم والاستياء. ولا بد أن تتفاقم مثل هذه الإحباطات في نهاية المطاف وتؤدي إلى مزيد من الصراع، وبالتالي فإن دائرة العنف المتواصل ستستمر في الدوران بحنقٍ أكبر.".

وحذر حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد من كيف يمكن للحرب في أوكرانيا أن تشعل المزيد من الصراعات والحروب، حيث قال:

"الحقيقة هي أن الحرب غالبًا ما تولد الحرب. هناك مخاوف حقيقية من إمكانية توسع الصراع الأوكراني أو أن تتجرأ دول أخرى على التخلي عن الجهود الدبلوماسية لحل نزاعاتها وتلجأ إلى القوة. على سبيل المثال، أصبح الوضع في تايوان محفوفًا بالمخاطر بشكل متزايد حيث تسعى الصين إلى تأكيد سيطرتها. وبالتالي، لا ينبغي لزعماء العالم ووسائل الإعلام وغيرهم الوقوع في فخ الاعتقاد بأنه يمكن احتواء الحرب في أوكرانيا بسهولة".

ثم قدم حضرة الخليفة حلولًا عملية لإنهاء دورة الحرب وذلك على ضوء التعاليم الإسلامية، حيث قال:

"العالم ضليع في دعم الضحايا والمظلومين، كما هو الحال مع الأمة الأوكرانية حاليًا. ولكن قد تتفاجأون بسماع أن الإسلام يعلم المسلمين أن لا يساعدوا المظلومين أو المضطهدين فقط وإنما الجاني والمعتدي أيضًا. بالطبع، هذا لا يعني أن تزود الباغي بوسائل الحرية لممارسة المزيد من الوحشية. بل إن مساعدة المعتدي تعني منعه من ارتكاب المزيد من الأعمال الوحشية والظلم."

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"مهما كانت الأخطاء التي ترتكبها الدولة الروسية، يجب أن نبقي في حسباننا الصورة الأوسع، أنه إذا لم يتم إنهاء الحرب، فإنها ستؤدي إلى أزمة عالمية عميقة تحمل في طياتها نتائج كارثية. ستترسخ الكتل المتعارضة أكثر، وستتعمق جذور الكراهية أكثر، مما سيزيد من احتمالية نشوب حرب عالمية. ومن ثم، مع استمرارها في دعم أوكرانيا وهي تدافع عن نفسها، يجب أن تبذل القوى العالمية كل جهد ممكن لإنهاء الحرب من خلال محادثات السلام والمفاوضات بنية حسنة.".

كما أعرب حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد عن حزنه لرؤية ما يخبئه المستقبل وقال:

"لقد حذرت لسنوات عديدة من مخاطر نشوب حرب عالمية واسعة النطاق وتحدثت عن كيف أن عواقبها المميتة والمدمرة بعيدة جدًا عن فهمنا. وبعد أن حذرت طويلاً من مثل هذه الحرب، لا أشعر بالارتياح من حقيقة أننا نقترب منها أكثر من أي وقت مضى، وثمة آخرون يعبرون الآن عن مشاعر ومخاوف مماثلة. لا ينتابني سوى الحزن والألم وأنا أرى العالم يندفع بسرعة أكبر نحو حرب عالمية مرعبة ستفقد فيها أرواح الملايين من الأبرياء أو تُهشم بشكل دائم".

وتابع حضرة ميرزا ​​مسرور أحمد قائلًا:

"ما هو المستقبل الذي سنتركه لمن لم يأتوا بعد؟ بدلاً من أن نَهَبَ أجيالنا القادمة إرث السلام والازدهار، لن تكون هدية الوداع التي سنقدمها لهم سوى الموت والدمار والبؤس. بالتأكيد، إن خوفي الشديد هو أن تخرج التوترات الجيوسياسية الحالية عن السيطرة وتؤدي في النهاية إلى حرب نووية... وبالتالي، أدعو الله تعالى من كل قلبي أن يرحم البشرية وأن يهب الناس وبخاصة قادة العالم وصناع القرار السياسي العقل قبل فوات الأوان".

هذا وقبل إلقاء الخطاب الرئيس، قالت باربرا كارولين هوفمان، مؤسسة إيسيم، أثناء قبولها جائزة الأحمدية للنهوض بالسلام لعام 2019:

"يسعدني أن أشارك هذه الجائزة، وهذا التكريم الذي منحتموه لي الليلة مع جميع أفراد شعبي، لأنني لم أفعل ذلك بمفردي، لقد قمنا به معًا."

 وقال الدكتور تاداتوشي أكيبا، الحائز على جائزة الأحمدية للنهوض بالسلام لعام 2022:

"لقد كنتم [الجماعة الإسلامية الأحمدية] من أوائل الناس في العالم الذين احتجوا على وحشية ومضار الأسلحة النووية في العاشر من أغسطس عام 1945. وأعلن الخليفة الثاني في ذلك اليوم أن: "من واجبنا الديني والأخلاقي أن نعلن للعالم كله "أننا لا نعتبر إراقة الدماء هذه مشروعة". وفي وقت متأخر، وصل العالم أخيرًا إلى نفس النتيجة... كلمات حضرتك تعطينا التوجيه".

واختتم الحدث، الذي عاد بعد انقطاع دام 4 سنوات بسبب جائحة كورونا، بالدعاء الصامت الذي أمه حضرة الخليفة.

وقبل الإجراءات الرسمية، التقى حضرته شخصيًا بالعديد من الضيوف وكبار الشخصيات، وفي اليوم التالي، التقى في مكتبه في إسلام أباد في تيلفورد، سَرِي، بالوفود الدولية التي جاءت من مختلف الدول لحضور  منتدى السلام. 

لقراءة الخطاب كله اضغط على الرابط التالي: 

islamahmadiyya.net/sermon.asp

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وأوكرانيا، ويقول إن الدول ذات الامتيازات تستخدم حق النقض كـ"ورقة رابحة"
100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان
وفد من خدام الأحمدية من ولاية كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية يتشرف بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحذر من أن الحرب العالمية تلوح في الأفق
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف التصعيد في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
الشباب المسلمون الأحمديون يأخذون تعهدًا تاريخيًا بخدمة الإسلام مع اختتام الاجتماع الوطني لمجلس خدام الأحمدية بخطاب ملهم للإيمان.
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.