ناصرات الأحمدية من ميدلاندز وجنوب غرب المملكة المتحدة يحظين بشرف لقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية افتراضيًا

"إن الله هو الذي أوصلني إلى هذا المنصب. وعندما أوصلني الله تعالى إلى هذا المنصب، فهذا الآن عمل الله، وهو من جعلني أتحدث ..."- حضرة ميرزا مسرور أحمد

في 12/09/2021، عقد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، حضرة ميرزا مسرور أحمد، اجتماعًا افتراضيًا عبر الإنترنت مع عدد من ناصرات الأحمدية من ميدلاندز وجنوب غرب المملكة المتحدة، ممن تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عامًا.

ترأس حضرته الاجتماع الافتراضي من مكتبه في إسلام أباد في تيلفورد، بينما اجتمعت ناصرات الأحمدية في مسجد دار البركات في برمنغهام.

بعد جلسة رسمية بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، أتيحت الفرصة لناصرات الأحمدية لطرح سلسلة من الأسئلة على حضرته بخصوص دينهن وقضاياهن المعاصرة.

سألت إحدى الفتيات حضرة الخليفة أنه في الماضي كان الأنبياء والخلفاء زعماء دينيين ويتمتعون بالسلطة السياسية أيضًا. فهل سيقبل خلفاء الأحمدية في المستقبل السلطة السياسية؟

فأجاب حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:

"في الماضي، لم يتم منح جميع الأنبياء صلاحيات سياسية. في الإسلام، كان النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) صاحب السلطة الدينية، وخاتم الأنبياء، وكان رئيس الدولة أيضًا، بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، وليس قبل ذلك. فعندما كان في مكة، تعرض للاضطهاد والتعذيب بوحشية شديدة هو وصحابته. وبعد وفاته، جاء بعده الخلفاء الراشدون الأربعة، الذين كان لديهم سلطة سياسية أيضًا. ولكن الآن، في زمن المسيح الموعود، لم يكن للمسيح الموعود (عليه السلام) هذه السلطة السياسية ولن تكون لخلفائه أيضا".

وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد، متحدثًا عن المستقبل عندما يصبح غالبية سكان بعض البلدان، بإذن الله، من المسلمين الأحمديين:

"ستستمر حكومات هذه البلدان بإدارة شؤونها، وخليفة ذلك الوقت سيكون القائد الروحي لهذه البلدان. هذا هو السبب في أنه ذكر في القرآن الكريم، أنه إذا اقتتلت فئتان أو دولتان  من المسلمين، فحاولوا الإصلاح بينهما، فإذا توقفا عن الاقتتال فبها ونعم، وإلا فإن من يرتكب القسوة، ويشن هجومًا غير عادل على دولة مجاورة أو بلد مسلم، فعليكم كفّ يده بالقوة. وسيطلب خليفة الوقت من الحكومة الأخرى أن تفعل ذلك. لذا فإن خليفة ذلك الوقت لن يكون إلا زعيمًا روحيًا. لا علاقة له بسياسة الدولة. لكن رؤساء الدول سوف يطلبون التوجيه منه"

سألت شابة أخرى حضرته عما إذا كان بإمكانه أن يذكر لهن لحظة واجه فيها مشقة وكيف تعامل معها؟

فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"المشقات جزء من الحياة فلماذا يجب أن أذكرها؟ إذا قلت إنني واجهت أية مصاعب، فهذا يعني أنني لم أفهم روح وقفي. لذا، لا أستطيع ذكر شيء منها. لم أواجه أي مشقة. لطالما رأيت فضل الله عليّ"

وذكرت فتاة أخرى أنها سمعت أنه قبل انتخابه خليفة، كان حضرته شخصًا خجولًا ولم يكن يلقي الخطب. فسألت كيف يدير حضرته جميع مهامه كخليفة المسيح الآن؟

فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"إنه عمل الله. لم يكن بإرادتي ولم أتمنَّ أن أتولى هذا المنصب. إن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوصلني إلى هذا المنصب. فعندما أوصلني الله تعالى إلى هذا المنصب، فالأمر الآن هو عمل الله، وهو من جعلني أتحدث وألقي الخطب وأتحدث إلى الناس وأفحمهم بالحجج حتى. فإذا رأيت أنا بنفسي ما أنا عليه فلا يمكنني القول إنني أستطيع الرد على أي شخص. إن الله تعالى من يعطيني القوة لفعل كل هذه الأشياء."

وسألت عضوة أخرى في ناصرات الأحمدية حضرة الخليفة عن أهمية محاربة المسلمين الأحمديين لتغير المناخ.

فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"هذا مهم جدا. يجب أن تحاولي تجنب استخدام السيارة للسفر لمسافة قصيرة. إما أن تمشي إلى ذلك المكان أو تستخدمي الدراجة. إن ركوب الدراجة مفيد لصحتك أيضًا. ثانيًا: على كل أحمدي أن يضع في باله بأن يزرع شجرتين في السنة. هذه هي الطريقة التي يمكنك بها محاربة تغير المناخ، إذا لم يكن ذلك ممكنًا هنا، فالذين يسافرون إلى بلدان أخرى، يمكنهم زراعة الأشجار هناك، وبهذه الطريقة، يمكننا المساعدة في التحكم في تغير المناخ.".

وطُرح سؤال آخر يتعلق بحادثة النبي يونس عليه السلام حيث نجا من بطن الحوت. فسألت إحدى الحاضرات الخليفة كيف كان ذلك ممكنًا، نظرًا لأن العديد من العلماء يعتبرون أنه من المستحيل على شخص ما البقاء على قيد الحياة في مثل هذه الظروف.

فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"لقد ابتلعه الحوت ولكن القرآن لم يذكر أنه بقي في بطن الحوت لثلاثة أيام بل ورد ذلك في الكتاب المقدس. بمجرد أن ابتلعه الحوت، أخرجه... لم يمكث هناك لفترة طويلة. ومع ذلك يقول القرآن الكريم أنه عندما خرج من الحوت كان فاقد الوعي ومصابًا بالجروح، وبعد فترة استعاد وعيه ونجا. فيقول العلماء ذلك لأن الكتاب المقدس يقول إنه مكث هناك في بطن الحوت لثلاثة أيام ونجاته مستحيلة، وهذا صحيح. ولكننا لا نعتقد أنه مكث هناك لثلاثة أيام. بل بمجرد ابتلاعه تم إخراجه أيضًا".

وسألت عضوة أخرى أن معايير التعبير قد تغيرت وأن بعض كبار السن يجدون تعبيرات الشباب مسيئة. فطلبت النصيحة في هذا الصدد.

فقال حضرة ميرزا مسرور أحمد:

"علينا أن نتعلم الأخلاق الحميدة. سواء كنت تتحدثين إلى والديك أو إخوتك أو أقاربك الآخرين، يجب ألا تحيدي عن الأخلاق الحميدة. فالأخلاق الحميدة تتطلب احترام الشخص الآخر، ومراعاة كبار السن، واحترام إخوتك أيضًا. فكوني مهذبًة ولطيفة مع إخوتك وأصدقائك ووالديك. فإذا كنت تتحلين بالأخلاق الحميدة فهذه هي الطريقة الإسلامية".

قال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثًا بشكل عام عن موضوع حرية التعبير:

"حرية التعبير لا تعني البدء في الإساءة إلى شخص ما أو، كما يقال في الغرب، لأنه توجد هنا حرية التعبير وحرية التعبير عن آرائك حتى بإمكانك طباعة الرسوم الكاريكاتورية للأنبياء. هذه ليست أخلاق حميدة. لديهم معايير مزدوجة. عندما طُبعت رسوم عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال القادة السياسيون في فرنسا إن لدينا حرية تعبير هنا، لذا لا ينبغي لأحد أن يوقفها. ولكن عندما طبعوا رسومًا كاريكاتورية للرئيس الفرنسي، كان هناك عويل وصراخ. لماذا؟ هذا يعني أنهم يرون أن هذه الأشياء ليست جيدة ولكن لديهم مستوى مختلف من الأخلاق بالنسبة لأنفسهم".