إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الدورة التدريبية لأول مؤتمر دولي للوقف ناو

 سوف نشهد نشأة جيش روحاني مميز، لا ليخوض الحروب أو لينخرط في القتال وإنما كي يتقدم في سبيل السلام والوئام والمواساة في العالم – حضرة ميرزا مسرور أحمد.

ألقى حضرة ميرزا مسرور أحمد، إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية، الخليفة الخامس، الخطاب الرئيس في الدورة التدريبية الدولية الأولى للوقف ناو وذلك يوم السبت 07/12/2019 في إسلام أباد في تيلفورد في المملكة المتحدة.

تهدف الدورة التدريبية التي عُقدت لأمناء نظام الوقف ناو من جميع أنحاء العالم، إلى تزويدهم بالتوجيهات والتدريب اللازم لأداء عملهم.
أُنشىء مخطط الوقف ناو عام 1987 من قبل الخليفة الرابع للجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة ميرزا طاهر أحمد وبموجب هذا المخطط، اختار آلاف الآباء طواعية تكريس حياة أطفالهم قبل ولادتهم لخدمة الإسلام.
عُقدت الدورة التدريبية التي استمرت ثلاثة أيام بين السادس والثامن من ديسمبر 2019. وشملت محادثات ومناقشات وعروض حول مختلف العناصر الأساسية لتدريب الوقف ناو، وحضرها مندوبون من 30 دولة.
كان أبرز ما في الحدث الخطاب الرئيس الذي ألقاه حضرة ميرزا مسرور أحمد والذي أكد فيه على ضرورة أن يُظهر المندوبون أسوتهم الحسنة دائمًا بحيث يقتدي بهم الآخرون. كما أكد على أهمية مسؤولياتهم.
بدأ حضرته بتذكير الحاضرين بـ "الأهمية الكبيرة لمخطط الوقف ناو"، وبالحديث عن الغرض من هذا المخطط، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إن مخطط الوقف الجديد مخطط مبارك أسسه بمشيئة الله تعالى حضرة خليفة المسيح الرابع رحمه الله، من أجل تسهيل الازدهار المستقبلي والنمو العالمي للجماعة"
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
”إن هدف هذا المخطط هو إعداد أكبر عدد من الواقفين لحياتهم لخدمة الدين وتنشئتهم منذ الولادة بهدف تأمين حاجة الجماعة في مختلف المجالات"
وقال حضرته إنه من خلال هذا المخطط "نذر عشرات الآلاف من الآباء بإخلاصٍ صادق حياة أبنائهم قبل أن يولدوا في سبيل الإسلام"
وبعد أن شرح تاريخ وغرض مخطط الوقف ناو، تحدث حضرته عن مسؤوليات أمناء الوقف الجديد.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"وكأمناء للوقف الجديد على المستوى الوطني في بلدانكم، فإن مسؤولية جسيمة قد ألقيت على عاتقكم، فقد أصبحت مسؤوليتكم الآن تقديم التدريب الأخلاقي، والروحاني والتعليمي للأطفال الذين ولدوا في هذا المخطط."
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"عليكم توجيههم في كل مرحلة من مراحل نموهم، لأنهم من سيلعب الدور الأساسي والجوهري في إنجاز المهمة النبيلة للمسيح الموعود عليه السلام في السنوات القادمة. هذا هو هدف الوقف الجديد".
وأوضح حضرة ميرزا مسرور أحمد أنه منذ تأسيس مخطط الوقف، قامت الجماعة الإسلامية الأحمدية بفتح العديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم لإعداد وتأهيل الدعاة، وقال إن العديد من أعضاء مخطط الوقف قد أكملوا الآن تدريبهم فيها.
وبعد أن ذكر أهمية الجامعة الأحمدية، تحدث حضرته أيضًا عن وجود "حاجة ملحة في المجالات الأخرى" أيضًا.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"بالرغم من ذلك هناك حاجة ملحة في مجالات أخرى، ونحن بحاجة خصوصًا إلى أن يتعلم الواقفون الجدد الطب والتدريس كي يسدوا حاجة مشافي الجماعة ومدارسها. لذا على كل واحد منكم في دولكم المعنية أن يشجع الواقفين الجدد على متابعة دراستهم في هذين المجالين لأنهما الأكثر نفعًا للجماعة".
ثم ذكّر حضرته الحاضرين بأنه لا يمكن تحقيق أي شيء بدون "فضل الله تعالى ورحمته" وأن على الجميع السعي لتحسين قدوتهم الخاصة.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"لذا وقبل كل شيء، على كل سكرتير للوقف الجديد، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الوطني، أن يفكر في أحواله الروحانية والأخلاقية. وعليهم أن يقيّموا بصدق ما إذا كانوا أنفسهم يتمسكون ويصلِون إلى المعايير المطلوبة منهم لأداء واجبهم في تدريب أعضاء الوقف الجديد."
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"هل يسعى المسؤولون عن تدريب الواقفين ناو باستمرار لتحسين حالتهم الروحية؟ هل يؤدون الصلوات الخمس بالطريقة التي ذكرها الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم)؟ هل هم منتظمون في أداء النوافل؟ هل يخرون بتواضع تام في السجود طالبين العون من الله لأداء واجباتهم؟"
وقال حضرة ميرزا مسرور أحمد متحدثا عن أداء الأمانة من خلال الدور المنوط بالمسؤولين في مخطط الوقف ناو:
"يجب أن يدرك كل سكرتير للوقف الجديد سواء أكان على المستوى المحلي أو الوطني حقيقة أنهم قد انتُخبوا لهذا المنصب بثقةٍ كبيرة، فقد اعتبرهم أفراد الجماعة الآخرون أنهم يملكون المهارات والأخلاق المطلوبة لتدريب وتوجيه هؤلاء الأطفال الذين نذر آباؤهم حياتهم لخدمة الإسلام."
وأوضح حضرته الحاجة إلى إيلاء أهمية كبيرة لما يعنيه حقًا أن تكون واقف ناو:
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"الأهم هو أن عليكم أن تعلّموا وتدربوا الواقفين الجدد منذ سن مبكرة ما يتطلبه منهم الوقف وماذا يعني. يجب أن تؤكدوا عليهم حقيقة أن الوقف الجديد ليس مجرد لقب وإنما هو واجب ومسؤولية. إنه رباط مقدس وتعهد رسمي، إنه التزام مدى الحياة وتضحية قُدمت في سبيل دينهم حيث أن جميع الأمور المادية والمناصب الدنيوية عديمة القيمة بالمقارنة مع الوفاء بعهدهم كواقفين جدد".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"فقط إن نجحتم في غرس هذه القيم منذ الطفولة فإن أعضاء الوقف الجديد سيفهمون القيمة الحقة للوقف وللعهد الذي قطعه آباؤهم، والذين قاموا بتجديده لدى بلوغهم سن النضج. وسوف يدركون بأنهم كأعضاء في مخطط الوقف الجديد، هم في الحقيقة واقفون للحياة وأن الوقف يمثل تضحية عظيمة بالنفس من أجل هدف أسمى، وإلا فإن عهدهم سيكون مجرد عهد أجوف لا معنى له."
وعند مخاطبة المندوبين، سلط حضرة ميرزا مسرور أحمد الضوء على أهمية تقديم القدوة الشخصية وعلى الحاجة أيضًا إلى الاستعداد دائمًا لتقديم التضحيات في الحياة اليومية، لا سيما فيما يتعلق بالصلاة.
وفي توضيح ذلك، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"إلى جانب حياتكم المهنية والشخصية، يجب أن تضحوا بأوقات منتظمة من أجل الجماعة ويجب ألا تسمحوا للمساعي الدنيوية أن تتسبب في إهمالكم لواجباتكم الدينية. يجب أن تواظبوا على تأدية الصلوات الخمس اليومية في وقتها. وعلاوة على ذلك، يجب أن تستيقظوا في الليل لتصلوا التهجد وتطلبوا العون من الله تعالى وتستغفروه على تقصيراتكم."
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"يجب أن تفتحوا قلوبكم وتدعوا لجميع الواقفين الجدد ولاستمرار نجاح هذا المخطط المبارك. إن عملتم بهذه الروح فقط، يمكنكم أن تبدأوا تحقيق الأهداف الحقيقية لكونكم أمناء للوقف الجديد".
كما أوضح حضرة ميرزا مسرور أحمد أهمية وجود نماذج إيجابية وجو إيجابي في المنزل.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"من الأهمية بمكان أن يشهد أطفال الوقف ناو مستويات عليا من مكارم الأخلاق ومظهرًا لهذا الولاء في بيوتهم وفي دائرة الجماعة على السواء. لذا عليكم أيضا توجيه آباء الأطفال من الواقفين الجدد أن يبقوا مخلصين ومرتبطين بالجماعة في جميع الظروف وأن يبقوا قبل كل شيء مخلصين لله تعالى".
وقال حضرته إنه إذا تم تدريب الواقفين الجدد على أفضل وجه، فإنهم سيلبون احتياجات الجماعة الإسلامية الأحمدية.
قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"سوف يتقدم الواقفون الجدد لتلبية حاجات جماعتنا.. سوف يتقدمون ليسدوا نقص المعلمين في مدارسنا... وسوف يتقدمون ليسدوا النقص في الأطباء في مستشفياتنا في إفريقيا وباكستان والهند. على سبيل المثال، نعمل حاليا على مشروع مستشفى في أندونيسيا لذا سنحتاج إلى الأطباء الأحمديين والمتخصصين في المجال الطبي ليخدموا هناك".
وتابع حضرة ميرزا مسرور أحمد قائلًا:
"وبالمثل، إذا قدم الواقفون الجدد من الولايات المتحدة، وكندا وأمريكا اللاتينية أنفسهم للخدمة فسوف يساعدنا ذلك على تنمية وتحسين مستشفانا في غواتيمالا. وكذلك نحن بحاجة إلى أطباء من الواقفين الجدد من إفريقيا وأوروبا وباكستان ومن أجزاء أخرى من العالم بحيث نتمكن من زيادة جهودنا في خدمة الإنسانية".
ثم قدم حضرته مثال البروفسور الدكتور عبد السلام الحائز على جائزة نوبل، وأوضح أنه على الرغم من وصوله إلى القمة في مجال العلوم، إلا أنه لم ينس واجباته تجاه الله تعالى.
وأوضح حضرة ميرزا مسرور أحمد أن روح الخدمة والتضحية هذه يجب أن تُغرس في جميع الواقفين الجدد.
وفي الختام، أوضح حضرته أنه في حالة وفاء جميع الواقفين الجدد بتعهداتهم، سيشهد العالم "ثورة روحانية وأخلاقية".
وفي معرض وصفه للثورة الروحية والأخلاقية التي يأمل أن يحققها مخطط الوقف ناو، قال حضرة ميرزا مسرور أحمد:
"ثورة يمكن لسكان العالم أن يدركوا من خلالها تعاليم الإسلام النيّرة.. ثورة ينجذب من خلالها الناس إلى الدين بدلا من النفور منه كما هو الحال اليوم.. ثورة تضمن السلام والأمن في العالم.. ثورة تعزز جو الحب والتصالح بين الناس من كافة الجاليات، والأعراق والأديان."


 

خطبة الجمعة

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ 10-12-2021

خطبة الجمعة التي ألقاها حضرة أمير المؤمنين أيده الله بتاريخ  10-12-2021

مشاهدة الخطبة

الأخبار
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلقي خطبة عيد الفطر من إسلام أباد
أمير المؤمنين أيده الله يُهيب بالأحمديين أن يدعوا للشعب الفلسطيني المظلوم وأسرى الجماعة في اليمن
100 عام على وجود الجماعة الإسلامية الأحمدية في غانا:اختتام الجلسة السنوية التاريخية في غانا لعام 2024 بخطاب ملهم للإيمان
وفد من خدام الأحمدية من ولاية كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية يتشرف بلقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
اختتام جلسة قاديان السنوية لعام 2023 بخطاب ملهم للإيمان
أنصار الله من فرنسا يتشرفون بلقاء افتراضي مع إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يحذر من أن الحرب العالمية تلوح في الأفق
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يدعو إلى وقف التصعيد في الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية يلقي الخطاب الختامي في الاجتماع الوطني لمجلس أنصار الله في المملكة المتحدة
الاشتراك في القائمة البريدية

انضموا للقائمة البريدية واطلعوا على كل ما هو جديد في الموقع.